اخبار عالمية

ضربة قاسية لزيلينسكي رحيل أقرب مستشاريه وسط فضيحة فساد كبرى

كتب حسام الدالي

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استقالة رئيس ديوان الرئاسة أندريه يرماك بعد مداهمة شقته في كييف ضمن حملة موسعة لمكافحة الفساد في تطور يضيف مزيدًا من الضغوط على القيادة الأوكرانية في لحظة سياسية وعسكرية شديدة الحساسية.

و بذلك يُعد يرماك البالغ من العمر 54 عامًا أحد أهم الشخصيات المقربة من زيلينسكي منذ اندلاع الحرب الروسية الشاملة و قد لعب دورًا محوريًا في إدارة المفاوضات الدبلوماسية.

و بالتالي رغم عدم توجيه أي تهم رسمية له إلا أن فضيحة فساد متصاعدة وضغطًا سياسيًا متزايدًا دفعاه إلى تقديم استقالته.

و جدير بالذكر انه بالتزامن مع حملة يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب كان زيلينسكي قد كلف يرماك مؤخرًا بملف المفاوضات الحاسمة.

و من ثم في خطاب متلفز حيث دعا زيلينسكي الأوكرانيين إلى الوحدة محذرًا من أن البلاد “تخاطر بخسارة كل شيء” إذا سيطرت الانقسامات.

و على صعيدًا اخر تعد التحقيقات الجارية – التي تقودها هيئة مكافحة الفساد (نابو) و مكتب المدعي العام المتخصص (ساب) – أثارت هزة سياسية في كييف بعدما كشفت عن شبهات اختلاس تصل إلى 100 مليون دولار في قطاع الطاقة و تورط شخصيات نافذة بينها تيمور مينديتش الشريك السابق لزيلينسكي في مجال الإعلام و الذي فرّ إلى الخارج.

و جدير بالذكر ان جاءت مداهمة شقة يرماك فجر الجمعة ضمن توسيع نطاق التحقيقات بينما أكد الأخير تعاونه الكامل مع السلطات.

و من حيث أن في مقابلة مع مجلة “ذا أتلانتيك”، شدد على أن “زيلينسكي لن يتنازل عن أي أراضٍ” في أي تسوية مع موسكو رغم الضغوط الأمريكية المتزايدة لتقديم تنازلات إقليمية.

و بذلك رحيل يرماك يمثل ضربة كبيرة لفريق القيادة الأوكراني خاصة مع وصول وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول إلى كييف نهاية الأسبوع لمناقشة مسودة خطة السلام التي صاغها ترامب.

ومن المقرر أن يزور مسؤولون أميركيون موسكو الأسبوع المقبل، فيما أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لمقترح مجري لعقد قمة تجمعه بترامب في بودابست.

و جدير بالذكر ان بوتين استغل الأزمة مجددًا مطالبه القصوى لإنهاء الحرب مؤكداً أن القتال لن ينتهي دون انسحاب القوات الأوكرانية من كامل منطقة دونباس و هدد قائلاً: “إذا لم ينسحبوا سنحقق ذلك بقوة السلاح”.

و بالتالي تعد الفضيحة الحالية تثير قلقًا متزايدًا لدى حلفاء أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي خصوصًا في ظل تقييمات حديثة تشكك في مدى التزام كييف بأجندة مكافحة الفساد رغم إقالة وزراء و اعتقال مشتبه بهم خلال الأسابيع الماضية.

و بالتالي زيلينسكي أعلن أنه سيبدأ مشاورات لاختيار بديل يرماك مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تحتاج “قوة داخلية وتماسكًا” في ظل اعتماد البلاد على الدبلوماسية والدفاع في حربها مع روسيا.

و أضاف عملنا مستمر و كفاحنا مستمر و لا مجال للأخطاء أو الانقسام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى