باب زمانتاريخفن

عبد الحليم حافظ يضفي الحياة على أسطورة البطل الشعبي.. أدهم الشرقاوي

كتب_زينب غازي

فيلم «أدهم الشرقاوى» بطولة عبدالله غيث و لبنى عبد العزيز و شويكار، وصلاح منصور وغناء العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.

أدهم الشرقاوى بطلا بين الحقيقة والخيال، جاءت حكايته تحمل معاني إسقاطات كثيرة، الخيانة، والشهامة، والمقاومة، و الشجاعة و بالإضافة الى اللين في التعامل باقتحام العواطف الجياشة فى قلبه بالرغم من الشدة و السيطرة.

تحدث الرئيس الراحل أنور السادات عن أدهم الشرقاوي كمثل أعلى فى كتابه «البحث عن الذات»، الاسم الشعبى للسيرة التي خلدت أدهم عبدالحليم عبدالرحمن الشرقاوي، ولد عام 1898، بعد الاحتلال الإنجليزى لمصر بـ17 عاما، وقتل فى أكتوبر عام 1921 فى عمر 23 عاما.

أتت تفاصيل صفات بطلنا ادهم الشرقاوي، فارس يجيد ركوب الخيل، وسباحا من الدرجة الأولى، تعلم فى مدرسة الشوربجى بكفر الزيات وأتقن الإنجليزية التي كان يتحدثها بطلاقة، وحين قتل نشرت الصحافة وقتئذ الخبر: «مقتل الشقى أدهم عبدالحليم عبدالرحمن الشرقاوى»، هو فى نظر السلطة شقى ولص، لكنه فى نظر الآخرين بطل شعبي.

أدهم فى الحقيقة دخل السجن بعد تصميمه على الأخذ بثأر عمه محمود الشرقاوى الذى تم قتله عن طريق إبراهيم حافظ، الذى كان يمتلك عزبة مجاورة لأرض الشرقاوى، ولما علم إبراهيم بنية أدهم دبر له محاولة قتل، اكتشفها أدهم، وقتل أحد الذين تم استئجارهم لقتله، ودخل السجن لهذا السبب.

وفى السجن قابل عبد الرؤوف عيد قاتل عمه فيقتله ثأرا، ويستطيع الهرب، فى عملية تؤكد قدراته الخارقة حيث يخلع بوابة الزنزانة فى هدوء، ويقيد حارسه بالسلاسل، ويهرب مع زملائه فى الزنزانة بعد معركة دامية مع البوليس سقط فيها ما يقرب من ثمانين قتيلا.

وتبحث عنه السلطة فى كل مكان، وفى رحلة القبض تقع مغامرات عديدة من أدهم، يتنكر مرة فى شخص يتحدث بلغة أجنبية وكأنه خواجة، ومرة يرتدى لبس سيدة، ومرة يتنكر فى شكل غير شكله، حيث يمتلك قدرات لا يستطيع غيره فعلها، ولا تستطيع السلطات كشفها.

يقتل أدهم صهر وزير الأوقاف، وتفشل السلطات فى الإيقاع به بكل الوسائل المعروفة لديها، حتى تتوصل (طبقا للسيرة الشعبية) إلى أنه لن يقتله إلا أعز أصحابه بدران، الذى تنجح السلطة فى استمالته، قالت السيرة الشعبية ذلك رغم أن قتل أدهم فى الحقيقة تم من قبل البوليس.

وأدى الغناء عبدالحليم حافظ، وحكى عن أدهم الشاب الريفى الذى يعود من القاهرة ليهتم بشئون المظلومين من الإقطاع فى قريته، وبعد تفاصيل أخرى، وتقع معركة مع البوليس تنتهي بمقتله.

وأجمل مافي الفيلم أغنيات عبدالحليم حافظ المتقطعة والمكملة لبعضها فى نفس الوقت ، التي توضح سيرة أدهم وحقيقه شخصيته، إذ خلدها الوجدان الشعبى بوصفه مقاوما للسلطة الظالمة حتى لو لم يكن ذلك حقيقة.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى