وزير الخارجية تهجير الفلسطينيين خط أحمر لا نقاش فيه

كتب حسام الدالي
أكد وزير الخارجية و الهجرة و شئون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي أن العلاقات بين مصر و إسرائيل يحكمها إطار واضح يتمثل في معاهدة السلام الموقعة عام 1979 مشددًا على التزام القاهرة الكامل ببنود الاتفاق طالما التزمت بها إسرائيل وملحقاتها الأمنية و عدم السماح بإجراء أي تعديلات أحادية على أرض الواقع.
و بالتالي أوضح عبد العاطي في تصريحات متلفزة أن مسار العلاقات الثنائية يرتبط بشكل وثيق بالتطورات الميدانية في الأراضي الفلسطينية لافتًا إلى أن التوترات الدبلوماسية القائمة تعود إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة و ما وصفه بالقتل الممنهج للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
و بذلك ممارسات الاستيطان وضم الأراضي و أكد الوزير أن إحراز تقدم حقيقي في القضية الفلسطينية و في مقدمتها التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار و تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي سينعكس إيجابًا على طبيعة العلاقات المصرية–الإسرائيلية.
و بسيقًا اخر مشدداً على أن أي تعديل في معاهدة السلام لا يتم إلا بموافقة الطرفين و ان الوضع القائم في المنطقتين (ج) و(د) لا يجوز تغييره من جانب واحد.
و من ثم فيما يتعلق بملف التهجير شدد عبد العاطي على أن تهجير الفلسطينيين يمثل “خطاً أحمر” لا يمكن لمصر القبول به مؤكدًا أن معبر رفح لن يكون بأي حال من الأحوال منفذاً لتنفيذ مخططات تهجير قسري أو طوعي و أن القاهرة لن تشارك أو تدعم أي محاولات من هذا النوع.
و على صعيدًا اخر أشار وزير الخارجية إلى أن إسرائيل تتحمل التزامات قانونية دولية تحظر تغيير التركيبة السكانية للأراضي المحتلة محذرًا من أن أي نزوح للفلسطينيين خارج أراضيهم يعد محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل.
و على الصعيد الإنساني أوضح عبد العاطي أن مسؤولية فتح المعابر الإسرائيلية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة تقع على عاتق إسرائيل وحدها مؤكداً أن الأحداث التي أعقبت السابع من أكتوبر 2023 تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
و بذلك سياسات التجويع و استهداف المدنيين و فيما يخص العلاقات الدولية أشار الوزير إلى أن إمكانية عقد لقاء مستقبلي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي و نظيره الأمريكي دونالد ترامب قائمة إلا أنه لا توجد في الوقت الراهن ترتيبات لعقد اجتماع ثلاثي يضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
و بالتالي تطرق عبد العاطي إلى ملف الطاقة مؤكدًا أن الاتفاقيات الموقعة بين الشركات المصرية و الإسرائيلية و الأمريكية ذات طبيعة تجارية بحتة و لا تتضمن أي أبعاد أو اشتراطات سياسية مشيرًا إلى الدور المتنامي لمصر كمركز إقليمي لتجارة و تسييل الغاز مع توقع بدء تصدير الغاز القبرصي عبر مصر بحلول عام 2027.
و بالتالي جانب الأمن القومي وصف وزير الخارجية سد النهضة الإثيوبي بأنه مسألة وجودية بالنسبة لمصر مؤكدًا أن تحركات الدولة في هذا الملف تستند إلى نهج مؤسسي متكامل بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
و من حيث يشمل استخدام جميع الأدوات السياسية و القانونية و الدبلوماسية و الاقتصادية لحماية الحقوق المائية المصرية.
و من ثم شدد عبد العاطي على أن العودة إلى مفاوضات غير مثمرة في ظل الجمود الحالي ستكون بلا جدوى مؤكدًا التزام مصر بالدفاع عن حقوقها وفقًا لقواعد القانون الدولي بما في ذلك حق الدفاع عن النفس.
و بالتالي فيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية أكد الوزير حرص مصر على تعزيز تعاونها مع دول حوض النيل الجنوبي مشيرًا إلى موافقة القاهرة على تنفيذ 34 مشروعاً مائيًا مشتركًا لا تمس المصالح المصرية.
موضحًا أن الأزمة مع إثيوبيا ناجمة عن إجراءات أحادية الجانب.
و بالتالي أكد عبد العاطي عمق العلاقات التاريخية بين مصر و سوريا مشددًا على أن استقرار الدولة السورية يمثل مصلحة إقليمية مشتركة لافتًا إلى تحركات دبلوماسية مصرية داخل الأمم المتحدة للحفاظ على السيادة السورية على مرتفعات الجولان.
و بالتالي اختتم وزير الخارجية تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تتحمل أعباء كبيرة في استضافة اللاجئين داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم أكبر لتمكين القاهرة من مواصلة هذا الدور مع التأكيد على تنظيم العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين و السودانيين إلى أوطانهم وفقًا للقانون المصري و الاتفاقيات الدولية.





