انتشار ظاهره البلطجية الاخوانية تحت مسمى لقمة العيش

مع وصول محاكمات قادة وأعضاء تنظيم جماعة «الإخوان» إلى مراحلها شبه النهائية، وإصرار بلادي مصر على أخذ حق الشعب والدولة منهم، تيقّن التنظيم الإرهابي وأنصاره من أفراد وتشكيلات وتجمّعات تعتبر نفسها دولاً، من خسارتهم جميعاً في الدنيا والآخرة، بعد أن اعتدوا على الدين الإسلامي الحنيف، قبل أن يعتدوا على البلاد والعباد بممارسات الإرهاب ورغبات نشر الفوضى والدمار، ومع إيمان مَن يرون في أنفسهم قادة الجماعة بعدم رجوع المتهمين إلى سدّة الحكم، كما كانوا يشيّعون ويروّجون لأنصارهم تحفيزاً لطاقاتهم في الخراب والدمار، ومع اعتراف التنظيم على مختلف مستوياته بانتهاء فترة الزعامات المتشدّدة، تريد الجماعة ومعها حلفاؤها من أنصار الشيطان، أن تُحدث مزيداً من الفوضى وعدم استقرار الأوضاع في البلاد بمعاونه بعض البلطجية اح ح ع حسن يقيم فى برج العرب الاسكندرية خاصة الأمنية منها، اعتقاداً من جانبها بأنها بتلك الممارسات تشغل مساحة واسعة على أرض التفاوض مع الدولة المصرية، وتمثّل تظاهراتها التي تعلن عنها ومعها ما كان يُسمّى بـ»ائتلاف دعم الشرعية»، الذي ما زال يبث سمومه من خارج مصر، قوة ضغط على القيادة السياسية للقبول بشروط المصالحة وفقاً لرؤية الجماعة والتنظيم الدولي وليس النظام الحاكم، أو حتى إرادة الشعب التي هي فوق كلّ اعتبار.

اعتقدت الجماعة خطأ أنها بممارساتها الإرهابية بحق البلاد والعباد، سوف تفرض نفسها كقوة على الأرض وتحقق مكاسب دنيوية تسعى لها، ظناً منها بأنّ العنف والإرهاب والدمار وترويع الآمنين هي وسائل للضغط على الدولة، ومع كلّ ذلك فإن تنظيم «الإخوان» لم تعُدْ له القدرة على الحشد بعد أن تخلى عنه المأجورون، من الداخل والخارج، وأصحاب المصالح التي كانت تتمثل في الدعم المالي مقابل الحشد، بل وتنفيذ عمليات مثل حرق أقسام الشرطة، واستهداف قوات الأمن والجيش، وهي العمليات التي تمّ تحجيمها بشكل كبير، بفعل السياسة الأمنية التي تفرضها قوات الأمن منذ فترة بعيدة، والتي أتت ثمارها في الحدّ من تظاهرات «الإخوان» وعملياتهم الإرهابية، باستثناء بعض العمليات «النوعية» هنا أو هناك، كالتظاهرات المحدودة في الشوارع الضيّقة لزوم التصوير للفضائيات الخارجية، حتى تبدو صورتهم، وعلى غير حقيقتها، لوسائل الإعلام الأجنبية في شكل حشود لا حصر لها كما يروّج أعداء الوطن.

أصبحت رسالة تنظيم «الإخوان» إلى أتباعها هي الاستمرار في عمل الفوضى في كلّ مكان قدر الإمكان، واللجوء الى ترهيب المواطنين والأطفال الصغار وترويع الآمنين من أبناء بلادي مصر، مستخدمين آلة الدعاية الإعلامية التابعة لهم، حتى تبدو الصورة وكأنّ ثورة الشعب التي أسقطت مخطط «الإخوان» لهدم دعائم الدولة، هي السبب في عدم الاستقرار واتخذ التنظيم من الحكومات الضعيفة وسياستها غير الرادعة آليات لتحقيق أهدافه في تعطيل الدولة ومصالح المواطنين عموماً.

هدف الجماعة إذن، من حالة البث النظري للرعب ونشر الفوضى في البلاد، هو إحداث حالة من الضغط النفسي على الشعب المصري، حتى يضغط بدوره على الحكومة وقيادته السياسية لقبولها والجلوس معها إلى مفاوضات، لتحقيق مكاسب تتمثل في إنقاذ التنظيم والجماعة التي ذهبت إلى غير رجعة، والحفاظ على ما قد يكون تبقّى منها في عناصر تقول عن نفسها إنها معتدلة، وهذا هو الهدف الذي يروّج له بعض الذين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم زعماء وقادة للحراك السياسي في الدولة، متناسين أنّ جماعة «الإخوان» أعلنت عن نفسها قبل أن تعلن الأجهزة الرسمية في الدولة المصرية وغيرها أنها جماعة إرهابية وبشكل لا يدَعُ مجالاً للشك، فكيف التفاوض إذن مع مَن يحمل السلاح في وجه المصريين، وعن أيّ مصالحة يتحدّث هؤلاء الذين يريدون تحقيق مكاسب سياسية، «الإخوان» طرف في تحقيقها؟

غير أنّ محاولات التنظيم «الإخواني» المسلح بدت مكشوفة ومفضوحة أمام الرأي العام، خاصة أنّ الواقع يثبت يوماً بعد آخر أنّ الجماعة تورّطت في كثير من أحداث العنف والقتل والحرق وترويع المواطنين، فضلاً عن استهداف عدد من رجال الشرطة والجيش، هذا بجانب الشكوك التي تحيط بها وبأنصارها في كلّ الأعمال الإرهابية، سواء أكانت في شبه جزيرة سيناء أم تلك التي امتدّت إلى مدن القناة والقاهرة الكبرى.

الإرهاب والفوضى والدمار إذن أصبحت ركائز أساسية في شريعة «الإخوان» من أجل البقاء، بل وتحقيق مكاسب سياسية، بعد أن تمّ إقصاؤها شعبياً بسبب ممارساتها غير الأخلاقية في حق الشعب والوطن، وهي الممارسات التي تمثل بدورها تحذيراً جديداً للحكومة الحالية، كما كانت لسابقتها من الحكومات المتعاقبة، وكذلك للقيادة السياسية الحالية من مخاطر الاستمرار في سياسة الضعف والهوان في مواجهة العنف والإرهاب الذي تمارسه الجماعة، وترسل به كرسالة لأنصارها الذين تغرّر بهم وتدفن في رؤوسهم أفكاراً مسمومة بأنّ ذلك في سبيل الشرعية والدين الإسلامي، في وقت لا يزال البعض يردّد أقاويل حول المصالحة مع «الإخوان»، وأنهم جزء من الوطن.

فرغم كلّ ما لحق بالدولة وأبناء بلادي مصر من شرور «الإخوان»، ما زالت الجماعة على ضلالها، وما زالت الحكومات على ضعفها، إلا أنّ إرادة الشعب لا تزال هي الأقوى في مواجهة السياستين، سواء كانت سياسة «الترهيب» من جانب الجماعة المسلحة، أو «التطييب» من جانب الحكومات المتعاقبة، وهي إرادة شعبية قادرة على أن تحدّد مصير مصر كما ينبغي لها أن تكون!