زمن رَخُصَ فيه الكلام وأصبح النفاق هو الذي يسود أرجاء المجتمع
إن من أعظم المبادئ التي يقوم عليها الإسلام مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ذلك أن تفشي المظالم والمنكرات من أعظم المفاسد التي تؤدي لتدمير المجتمع.لكن في زمننا الذي اصبحت فيه أعظم الأشياء رخيصة، واصبحت المبادئ والمفاهيم تحمل معنى آخر، فالكذب أصبح مجاملة، والنفاق ولبس الأقنعة شطارة، والتلون وتغيير المواقف والمبادئ كل يوم والسكوت على الظلم مسالمة وتكتيكا، وحدها كلمة الحق ظلت عزيزة وغالية الثمن، يخشى الكثيرون أن يدفعوا ثمنها ويستحون منها إن لمعت في تفكيرهم لأنها تعايرهم بجبنهم فكم مرة رأى إنسان في محيط مدينته او عمله ظلما وتعسفا بحق الآخرين أو رأى ما لا يجب السكوت عليه من فساد ومحسوبية وطأطأ رأسه ومضى في سبيله خوفا على نفسه أو منصبه!وللأسف أصبح النفاق هو الذي يسود أرجاء المجتمع الآن. لا تجد من يصدع بكلمة الحق، فغرقنا في مستنقع من الكذب والوهم. وليتك تسكت فقط عن قول الحق!! بل إنك تزين الباطل في عيون من يفعله. وهكذا يصبح المرتشي مؤديا لعمله بإخلاص!! ويصبح السارق بطلا!! … إلى غير ذلك من النماذج المشوهة التي أصبحت تملأ حياتنا، لتشكل هياكل الطموحات التي يتطلع الناس للوصول إليها!!! وقد وصل الأمر ان تتنازل عن قول الحق ارضاءا لأخرينلذلك تعلمنا ان نطلق لأنفسنا العنان في انتقاد ما نراه غير صائبا .. ولا نكترث بما حولنا ما دمنا على الحق، حتى ولو راهنوا على “العنف” والتهديد حتى تلوى ذراعنا .. وتكسر أقلامنا، فنحن نراهن على عزيمتنا وإيماننا ولا نخشى من احدففي الماضي كان الرجل يقول: «أقول كلمة الحق ولو على رقبتي»اما الأن لو قالها فيسحبها مع اول عاصفه ويتنصل منها وينكرها سعيا وراء مصلحته الشخصية وعدم استعداده للمواجهة في سبيل كلمة حق قد يجعلانه يخسر رضى الآخرين عليه أو يؤخرانه عن الوصول الى هدف ما أدى الى شيوع حالة من الأنانية والسلبية. فكلمة الحق مزعجة لأغلب الناساستطيع أن اقول ان كلمة الحق لم يعد لها مكان في مجتمعنا، وإن كنت أتمنى ان يتنبه الناس الى خطورة تغييب كلمة الحق وأن يعوا أن هذه الكلمة تستحق ثمنها فعلا.