ابراهيم سلطان الفردى العميد ياسر وهبة يعبر عن مشاعر المصريين
ابراهيم سلطان الفردى امين عام منطقة حلف مصر لحقوق الإنسان «أحيانا تأتى الرياح بما تشتهى السفن، لكن على هذه السفن ألا تأمن من غضبة الرياح، ورياح جيش مصر لا تثور ولا تنتفض، إلا إذا تهدد الأمن القومى لمصر أو للأمة العربية. وإذا حدث ذلك فإن هذا الغضب، يتحول إلى أعاصير لا تبقى ولا تذر».العبارة السابقة بأكملها قالها العميد ياسر وهبة وهو يقدم حفل افتتاح وتدشين قاعدة «٣ يوليو» البحرية، ظهر يوم السبت الماضى فى منطقة جرجوب بمحافظة مطروح.العميد ياسر وهبة قال كلاما كثيرا مهما فى هذا اليوم، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى وضيوف مصر الكثيرين، الذين حضروا هذا الحفل، وفى مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد ولى عهد الإمارات، ومحمد المنفى رئيس المجلس الرئاسى الليبى.هو قال أيضا: «إن القوات المسلحة قادرة على الدفاع عن الحقوق، وهى تقول لشعبها. إن لم نكن قادرين على ذلك فإن باطن الأرض خير لنا من ظاهرها. نحن لسنا دعاة حروب أو صراعات أو نزاعات، لكن إذا فرض علينا القتال دفاعا عن حقوقنا، فنحن أهله».دروس التاريخ تقول ــ كما يضيف ياسر وهبة «إن مصر وإن طال صبرها لا يمكن أبدا أن تفرط فى حق من حقوقها».ثم أنشد وهبة بعض الأبيات من قصيدة شاعر النيل حافظ إبراهيم. وكان لافتا لنظر الجالسين أنه قد شدد على كلمة «النيل» وهو يصف حافظ إبراهيم.هذه القصيدة تبدأ بالبيت الشهير:وقف الخلق ينظرون جميعاكيف أبنى قواعد المجد وحدىوبناة الأهرام فى سالف الدهركفونى الكلام عند التحدىأنا لو قدر الإله مماتى..لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدىما رمانى رام وراح سليما..من قديم عناية الله جندىكم بغت دولة علىَّ وجارتثم زالت وتلك عقبى التعدىثم عاد العميد وهبة ليشدد مرة أخرى على أحد أبيات القصيدة العظيمة. التى غنتها أم كلثوم ولحنها رياض السنباطى عام ١٩٥٤. هذا المقطع يقول:أمِن العدل أنهم يردون الماء صفواوأن يكدر وردى.هذا البيت وكأن حافظ إبراهيم المتوفى فى ٢١ يونية ١٩٣٢، قد كتبه خصيصا ليصف السلوك الإثيوبى تجاه مياه نهر النيل هذه الأيام.أديس أبابا تريد النهر كاملا لها، وكأنه بحيرة إثيوبية داخلية، وكأنها تمن على مصر بما تحصل عليه من مياه النيل، وهو لا يزيد على ٥٥ مليار متر مكعب فى حين أن المياه المتساقطة على الهضبة الإثيوبية تصل إلى حوالى ٩٣٦ مليار متر مكعب سنويا.وحينما انتهى ياسر وهبة من تلاوة بعض أبيات القصيدة الشهيرة قال أمام الرئيس وأمام كل الحاضرين.«لا والله لن يكدر وردى».ما قاله ياسر وهبة سمعه الجميع فى الاحتفال الذى كان مذاعا تليفزيونيا، وأظن أن رسالة إنشاء القاعدة البحرية «٣ يوليو» ثم المناورة البحرية «قادر ٢١»، وصلت إلى كل من يهمه الأمر، سواء كان جارا قريبا أو بعيدا، فى منطقة شرق المتوسط أم فى القرن الأفريقى.ما قاله ياسر وهبة فى هذا اليوم كان يعبر بالفعل عما يجيش فى قلوب وعقول غالبية المصريين إن لم يكن جميعهم.هم يتمنون أن تنتهى أزمة سد النهضة بصورة تحفظ حقوق مصر، وحصتها من المياه، التى تحصل عليها منذ خلق الله هذا النهر العظيم.كلمات ياسر وهبة، تم مشاركتها من ملايين المصريين، وبعضهم اعتبرها البيان رقم واحد، فى معركة الحفاظ على الحقوق المائية المصرية.ورغم ذلك فإن قرار الحرب شديد الصعوبة، ولا ينبغى أن يخضع للعواطف والمشاعر فقط مع كل التقدير لأهميتها، بل يخضع لحسابات ودراسات شاملة وبعقل بارد جدا، حتى يتحقق الهدف منها كاملا.أخيرا فإن الدلالة الرمزية لإطلاق اسم ٣ يوليو على القاعدة أنها كانت رمزا للقضاء على محاولات طمس الهوية الوطنية فى فترة صعبة جدا، من تاريخ مصر وللأسف فقد استغلتها إثيوبيا بمهارة لكى تنفذ ما عجزت عنه لسنوات وعقود طويلة.القاعدة البحرية التى تحمل نفس الاسم تقول إن مصر لن تفرط فى حقوقها سواء كانت شرق المتوسط أو فى منابع النيل.ويبقى السؤال الأساسى ما هى الأهمية الاستراتيجية لهذه القاعدة البحرية؟.غدا نجيب إن شاء الله.