علموا أولادكم حب الوطن
لقد جال بخاطرى أن أكتب هذا المقال، بعد أن طرأ على مجرى الأوضاع السياسية على منطقة الشرق الأوسط والمؤامرات التى تحاك ضد مصر وجيشها وشعبها من كل جانب، وخصوصًا فى ظل تطور أجهزة وسائل الاتصال الحديثة عبر شبكات التواصل الاجتماعى، وقد استغلت دول كبرى حاقدة على مصر بتدبير المكائد والشائعات من خلال هذه الأسلحة الإعلامية لقتل الشعب والتأثير عليه بهذا السلاح الفتاك هو سلاح الإشاعات على شبكات التواصل الإجتماعى، واتضحت خطورة ذلك بعد أن هجر الشعب قراءة الصحف القومية، وعجزت وسائل الإعلام الأخرى المسموعة والمرئية فى ملاحقة التطور التكنولوجي الهائل فى هذه الشبكات وتأثيرها على الشعب المصرى
فحتى لاينقاد مجتمعنا للسيطرة عليه بتوجيه إعلام خبيث يغير من الآراء الوطنية والمعتقدات السياسية والثقافية والاجتماعية، ويصبح المرء فى مرمى نيران الخطر بعد أن أصبح عقله ملكية خاصة لهذه الشبكات والقنوات، فليس أمامنا إلا بالتوعية لكل أسرة فى المجتمع، أن تعلم أبناءها معنى حب الوطن، والوقوف صفًا واحدًا خلف مؤسساته الوطنية بتوحيد هذه المبادئ بنشر الحقائق والتوعية بالتعليم والتثقيف السياسى السليم.
علموا أولادكم حب القوات المسلحة وأن مهمتها الأولى والأساسية هى الحصن الحصين المدافع عن أرض الوطن وأمنها القومى، فهى قلب مصر النابض فى منطقة مضطربة أمنيًا وعجزت فيها الحلول السياسية، وفقدت فيها التنمية الاقتصادية والصناعية، وعلموهم أن الشرطة المصرية مهمتها الرئيسية هي حماية للجبهة الداخلية ضد المخاطر والتحديات والجرائم المفزعة، والعمليات الإرهابية التى يخطط لها أعداء الوطن من الداخل والخارج، فى ظل متغيرات ومعتقدات دينية خاطئة لجماعة الإسلام السياسى، الذى تنعدم لديهم حرية النقاش والجدل ويلقون بالقول جزافًا دون علمًا أو إدراكًا ببواطن الأمور الدينية أصحاب فكر وخيال مريض أسود كاذب، يتخذون من الدين رداء لهم للتأثير على المجتمع، من أجل ألاعيبهم القذرة فى نشر الفتن والإشاعات وزعزعة الأمن والاستقرار، مع أصحاب التيار الفكرى المتطرف الذى تنعدم لديه فلسفة الحوار بالدعوة إلى القيم والمبادئ وأخلاق الدين الإسلامى السمحة، فهم يريدون أن يعيش المجتمع فى ظلال الليل الدامس فى الجهل والتخلف والإرهاب والتطرف، فجهاز الشرطة لا يمكن أن ينفصل عن كل الظروف التى يمر بها المجتمع، فهى صمام الأمن والأمان ضد كل من يخل بالنظام العام وإلحاق الضرر بالوطن أو ترويع الناس أو إيذاء الأفراد والتحريض عليهم.
علموا أولادكم أن ثورة ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣، قامت لأنها هبت ثائرة فى نفوس الشعب المصرى لقد قام هؤلاء الثائرين عن وعى ونضج، تجمعت فيهم آراؤهم الوطنية فكان الشعب هو نواة هذه الثورة، الذى كافح لتحقيق أهدافه المؤمن بها للإطاحة بجماعة اغتصبت السلطة فى غفلة من الزمن، التى انحدرت بها إلى مدى بعيد من الانحراف والظلم والطغيان، لقد كافح الشعب للتخلص من استعمار جماعة الإخوان غير المسلمين، التى سعت فى نشر الفساد فى الأرض، وسفكت دماء الشهداء من أبناء الشعب ورجال الجيش والشرطة المصرية الذين يكافحون فى سبيل حرية واستقلال الوطن، فقد كنت أحد الملايين الذين خرجوا وشاركوا فى هذه الثورة، التى تريد تغيير هذا النظام الفاسد المستبد لكى يحل على مصر عهد جديد يتحقق فيه العدل والمساواة والأمن والاستقرار السياسى والاجتماعى والاقتصادى حتى يتحقق ما يصبو إليه من آمال عظيمة يتحقق فيها الخير والسلام للوطن.
علموا أولادكم أن نهر النيل هو المصدر الرئيسى من الموارد الطبيعية للمياه في مصر، فهو شريان الحياة لدول المصب، مصر والسودان، وأى تأثير سلبى على حصة مصر من هذه المياه المستخدمة فى الزراعة وقطاعات الثروة الحيوانية لدعم معدلات الإنتاج والتنمية، هو خطر يهدد بوجود الحياة على إقليم الدولة المصرية، وأن بناء سد المياه الإثيوبى هو الخطر المتوقع بحجز حصة مصر من هذه المياه، وقد ينتج عن ذلك كوارث بيئية مدمرة، ولكن الله حافظ مصر وجيشها وشعبها، وأن للنيل رب يحميه، وأن الله قد أرسل لمصر القائد السيسي القوى الأمين، فيضرب له الأمثال فى وطنيته ونزاهته وعفة لسانه وطهارة يده ومكارم أخلاقه، فهو يخوض معارك دبلوماسية على كافة المستويات السياسية، حتى لا نترك فرصة تسمح للحكومة الإثيوبية وأعوانها للنيل من حصة مصر المقررة من مياه النيل، من خلال بناء سد المياه، لأن الرئيس السيسي بحق هو القوة الدافعة لحفظ حق مصر فى مياه النيل، وجعل لمصر مكانة ووزنًا عالميًا لا يمكن إنكاره، فى تبنى المشروعات الإصلاحية فى شتى الميادين من تعليم وصحة وطرق وإرساء قواعد جديدة للنهوض بالمشروعات الزراعية والصناعية والخدمية، وأن من يقول إن النيل سوف يجف فهو واهم؛ لأن مصر وشعبها وجيشها تحت قيادة الرئيس السيسي لن تفرط فى قطرة ماء طالما هذه حقوقها المشروعة، طبقًا للاتفاقيات الدولية بخصوص حصص الدول المشتركة على المجارى المائية الدولية
علموا أولادكم أن مصر وجيشها وشعبها هم من وقفوا جانب القضية الفلسطينية، بداية من حرب نكبة فلسطين عام ١٩٤٨م وإلى يومنا هذا، فقد تعرضت للمؤامرات من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتقرير المصير للشعب الفلسطيني بعودة حقوقه المشروعة وأرضه المغصوبة، ولكن عدم التفاهم والتقارب بين جميع الفصائل الفلسطينية، التى فرقتهم الأحداث والانقسامات والانشقاقات، بالسعى لتكوين جبهات أخرى مناوئة لبعضها البعض، هذا التناحر والتنازع بين الفصائل من أسباب انهيار القضية الفلسطينية نتيجة للتأثر بالأهواء والزعامات الشخصية الكاذبة.
علموا أولادكم أهمية الصحافة القومية فى تكوين وتوجيه المجتمع إلى الأفضل، ولا تتبعوا مواقع التواصل الإجتماعي لأنها تأتي بالمعلومات المغلوطة من قبل أعداء الوطن، سواءً كان من خلال لجانهم الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، التى أصبحت سلاحًا قويًا فى يد قوى الشر، أو حتى من خلال قنواتهم العميلة المشبوهة، التى لا تعرف الحواجز الجغرافية والزمنية حدودًا لها، وأصبحت فى متناول كل فرد على جهازه الذكى يسهل إغراؤه وانقياده بسهولة، لقوة وسرعة انتشار تلك المواقع تفوق كل الوسائل الإعلامية والصحفية الأخرى.
فمن أجل تفادى مثالب هذه المواقع والقنوات لكى تزداد الحاجة للحصول على المعلومات والحقائق بصفة دائمة حتى يقف الشعب على حقائق الأمور كاملة والقضاء على الإشاعات، فيجب قراءة ومتابعة الصحف القومية؛ لأنها لا تخفى الحقائق والأخبار عن الشعب، لأن انزلاق المجتمع نحو المواقع الإلكترونية للبحث عن المعلومات فيكون أمام سوق رائج للشائعات التى تسبب ضررًا كبيرًا له، وخصوصًا فى ظل تغييرات سياسية دولية تتربص بأمن مصر وسلامة وأمن المواطن فى نفسه، فيجب أن نتفق على هذا التوافق من أجل المصلحة الوطنية، لأن مصر حماها الله وفضلها وذكرها فى كتابه الكريم فى آيات كثيرة.وأختتم مقالي هذا بآيات ذكر الله مصر في القرآن الكريم: “وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ” ﴿٢١ يوسف﴾”وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” ﴿٩٩ يوسف﴾”وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ” ﴿٥١ الزخرف﴾”اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ” ﴿٦١ البقرة﴾”وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا”﴿٨٧ يونس﴾