المدير الفاشل
كما أن للنجاح مواصفات، فإن للفشل أيضا مواصفات. وإن كنا قد تعرضنا في مقالات سابقة لملامح مهمة في إدارة المؤسسات بنجاح، فإن مظاهر الفشل، هي بحاجة إلى رصد أيضاً.والمدير الفاشل هو المتهور في رد فعله الذي لا يحسن الإنصات لغيره لأنه لا يستمع إلاّ لصوته هو، هو السريع في اتخاذ القرار قبل أن يعطي لنفسه فرصة الدراسة والمشورة لأنه يتكبر عن طلب المشورة أو يظن أنها ضعف وكثيراً ما يتخذ قراره بناءً على ما سمعه من بطانة السوء متغافلاً أن ذلك سوف يوقعه فى أخطاء قاتلة وعواقب وخيمة ستطاله هو وتضر بالعمل ولن يحقق بذلك أبداً أهداف المؤسسة التي هو مسؤول عن إدارتها. لسان حاله يقول أنا العبقري الفذ وأنا الأستاذ الأوحد وإذا أراد المرؤوسون أن يتعلموا مني فعليهم بالسمع والطاعة وتنفيذ الأوامر بدون مناقشة، هو الحريص دائماً على دوام ضعف موظفيه المهني وعدم تطويرهم بل يتعدى ذلك إلى إحباط كل من أراد منهم أن يُطور نفسه، هو من يحارب مقترحاتهم للتطوير ولا يعطي الفرصة لهم للإبداع والتعبير عن إمكانياتهم ومهاراتهم. يتبع سياسة “فرّقْ تَسُد” حتى يخفي فشله ……..كما أنه هو من يستمع جيداً إلى من اختارهم ليكونوا من المقربين له ليس لكفاءتهم وخبراتهم ولكن لأنهم على شاكلته ويحملون جيناته نفسها ويشتركون معه في أهدافه الخفية والتي بالتأكيد من بينها التخلص من الكفاءات المميزة وممن يمتلكون الصلاحية في إظهار فشله وفشلهم معه حتى تخلو لهم الساحة بدون منافس أو رقيب، ولأنه لن يجد من بين الشرفاء والأمناء من سيلبون رغباته الخفية والبعيدة عن المنافسة الشريفة والأخلاق المهنية مثل ما سيلبيها له هؤلاء، فهو من يعتمد على أهل الثقة ولو كانوا غير أكفاء وليس أهل الخبرة والكفاءة وعاجلاً أم آجلاً سيكتشف أن أهل الثقة هؤلاء هم من ورطوه وكانوا من أهم أسباب فشله وسوف يتخلون عنه بمجرد ما تزول عنه السلطة وبمجرد أن يكتشفوا أنه لم يعد ينفعهم في تحقيق مصالحهم، هو من لا يراعي مشاعر غيره ممن يعاملهم بتكبر ويسيء إليهم ناسياً أنه بذلك لن يخلق سوى الكراهية والرغبة في الانتقام وضياع روح العمل كفريق واحد وهو الذي من شدة حرصه على الكرسي الذي يجلس عليه لا يعمل على تأهيل وتدريب المميز من موظفيه خوفاً أن يأخذ مكانه ونسي أن الكفاءة هي المعيار الأهم طال الزمن أم قصر، ومهما بقي على الكرسي لأسباب غير الكفاءة فسوف ينكشف فشله وضعفه مع أول اختبار حقيقي لكفاءته وخبرته