دماء على فراش الزوجية..قتل زوجته الحامل وغطى جثتها ليشاهد التلفاز
كتب عثمان رمضان شبل
سقطت زوجته جثة هامدة غارقة في دمائها أمام عينيه بعدما تشاجر معها، انهار وجلس فوق أقرب مقعد بجانبه، شعر بأن الأرض تهتز من تحت قدميه، وكادت جدران الشقة تنطبق على صدره، ظل يحدق عينيه في جثة زوجته، وسرح بخياله في ذكريات سنوات عاشها معها منذ أن تعرف عليها وأحبها حتى بعدما أصبحت أما لأولاده الثلاثة، بدأ يفيق من غفوته والدموع تتساقط على خديه، لا يصدق ما فعله، قتل زوجته وطفله الذي لم يأت للدنيا بعد، تمالك أعصابه قليلا ثم قرر الهروب من جريمته، فأيقظ أطفاله الثلاثة، وغطى الجثة ثم فتح التلفاز على قناة القرآن وهرب، وبعد يومين من استقراره في أحد الأماكن اتصل بشقيقه وأبلغه بجريمته.
بدأت الحكاية قبل ثماني سنوات من الآن، داخل مدينة الإسماعيلية تحديدا منزل عم القاتل ومدرسة الضحية، مريم هي بطلة قصتنا، تلك الفتاة جميلة الملامح، وأحمد ذلك الشاب الذي على مشارف الثلاثين من العمر، اعتاد أحمد أن يذهب لعمه ويجلس عنده في منزله، فجمعته الصدفة بمريم أثناء ذهابها للمدرسة، ومنذ الوهلة الأولى تعلق قلبه بها وأحبها، وكل مرة يذهب فيها لعمه يظل واقفًا أمام البيت صباحا ليرى مريم أثناء ذهابها للمدرسة، وظهرا أثناء عودتها لبيتها، شغلت تفكيره وقلبه، ظل يفكر كل ليلة فيها، ينتظر أن يجد الفرصة المناسبة ليخبرها بما يدور في قلبه وعقله، وكأن القدر أراد أن يجمعهما سويا، فهاتف والدة مريم وقع منها في نفس المكان، وعثر عليه أحمد ورده لها، هنا كانت البداية لحديث أحمد مع مريم، أخذ رقم هاتفها وأصبحا يتحدثان سويا لساعات، حتى تعلقت مريم هي الأخرى به، وأحبته كثيرا، ولكن بمجرد أن علمت أسرة مريم بتلك العلاقة رفضت تلك الزيجة، ولكن صممت مريم على أن تظل مع من اختاره قلبها، لم تكن تلك المسكينة تدري أن هذا الشخص الذي حاربت من أجله سينهي حياتها قتلا.
ومع إصرار رفض عائلة مريم الزواج من أحمد، قررت قررت الهروب من المنزل ، وبالفعل نفذت قرارها وتزوجت منه بعيدا عن اسرتها، وانتقل الاثنان لشقته في قرية أبو سلطان، وبسبب ما فعلته مريم تبرأت أسرتها منها، فأصبح أحمد هو عائلتها الوحيدة، عاش الاثنان أيامًا من السعادة والفرح حتى أنجبا ثلاثة أطفال، أكبرهم الآن طفلة عمرها سبع سنوات وأصغرهم طفل عمره عامين ونصف، ولكن المشاكل عرفت طريقها للعاشقين بأسرع مما تتخيل الزوجة التي ضحت بأسرتها من أجل عيني حبيبها، فأحمد كان بلا عمل، فقط اعتمد أن ينفق على نفسه وعلى أسرته من أموال والده حتى انجرف نحو طريق المخدرات خاصة الشابو، ذلك المخدر الذي سيطر عليه وجعله شخصًا آخر، لا يريد أن يفعل شيئا في الدنيا سوى تعاطي المخدر الذي سيطر على عقله والجلوس في البيت، وتحولت حياتهما من الحب إلى الكراهية، ومن العطف للقسوة، ومن العطاء للجفاء، بدأت مريم تعنفه وتحاول أن تصلح منه ليكون شخصًا سويا، لا لنفسه بل لأسرته، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، استسلمت مريم للأمر الواقع، فهي وحيدة ليس لها أسرة تذهب إليها بعدما تبرأوا منها، حتى حملت مريم للمرة الرابعة، اعتقدت أن هذا الحمل سيعيد لها زوجها مرة أخرى، وسيحاول أن يفكر جديًا في مستقبل أطفاله، ولكن ظل الحال كما هو، بل كان يسوء كل يوم عن اليوم الذي يسبقه، حتى جاءت النهاية الدامية.
يوم الجريمة
مدمن المخدرات بينه وبين الجريمة دائمًا وابدًا خيط رقيق، من أقل موقف، تعصب أحمد وانفعل على زوجته لمجرد ان قالت له «فوق بقى من الهباب اللي بتشربه ودمرت بيتك بسببه»، لم يستوعب احمد كلام زوجته حتى وصل الخلاف بينهما إلى حد الاعتداء على زوجته بالضرب ولم يكن بوسع مريم إلا أن تدافع عن نفسها هذا الاعتداء بالهرب من امامه، لكن الزوج المدمن أمسك بعصا خشبية وجدها امامه وظل يهوي بها على رأسها دون وعي منه، ولم يفق إلا بعدما سقطت مريم جثة هامدة غارقة في دمائها، سقط بجوارها يندب حظه، لا يصدق ما فعله، هو لم يقتلها وحدها وإنما قتل ابنه في بطنها، وبعدما فاق من شروده أصبح لا يعرف كيف يتصرف، أدرك أن نهايته اقتربت وكان لابد وأن يعي أن نهاية طريق المخدرات ستكون هكذا، فكر كيف يهرب، فاتخذ قراره سريعًا، أيقظ أطفاله من النوم، ثم غطى الجثة وشغل القرآن الكريم عليها وهرب هو وأطفاله، وبعد يومين من استقراره في إحدى الشقق بالقاهرة اتصل بشقيقه الأكبر وأبلغه بجريمته، فأبلغ الأخ الشرطة، وتوالت بعدها الأحداث مثيرة.