سر القميص المسحور فى المتحف الإسلامي
كتب – زينب غازي
يوجد القميص المسحور ضمن مقتنيات العرض داخل قاعة الطب فى المتحف الفن الإسلامى فى باب الخلق ، ويعود تاريخ القميص إلى العصر الصفوى، القرن 12 هـ / 18 م، و بعض المؤرخين رجحوا أنه يعود لصفى الثانى ابن عباس الثانى الذي كان يطلق عليه سلطان الأول، ويقال أنه كان سلطان منحوس، وعندما تاخرت صحته قام بارتداء ذلك القميص حتى يستطيع استكمال حكمه.
ونشعر أن القميص داخل فترينة العرض حجمه كبير حيث يبلغ طوله 137 سم، وعرض الصدر 89 سم، ومساحة الوسط 92 سم أما طول الذراع فيبلغ 20 سم واتساعه 30 سم، وفتحة الرقبة تبلغ 16 سم وهو خالى من الخيوط، مصنوع من الكتان يتكون من تقسيمات هندسية غاية فى الدقة والإمعان بالتصميم، ومقاس الوسط التي تبلغ 92 سم تدل على أن من كان يرتديه ممتلئ الجسد، وذو بطن بارز، كما يظهر مساحة عرض الصدر التي تبلغ 89 سم أنه عريض الأكتاف.
و إرتدى الأمراء والملوك هذا القميص تحت ملابسهم ولا يراه عامة الناس، وذلك لحمايتهم من الأخطار خلال خوض المعارك، لتحقيق النصر، حسب معتقداتهم، كما نجد على القميص مجموعة من الآيات القرآنية وأسماء الله الحسنى، ومجموعة من الأرقام حتى يتم التبرك بها لتحقيق هدف معين، إلى جانب مجموعة من الزخارف والتقاسيم ومعينات ودوائر بالمداد الأسود والأحمر على القميص.
و يعتقد الكثير عن سر وجود الدم على القميص السحري الموجود فى المتحف الفن الإسلامى طبقا لما قاله المؤرخون هو نتيجة تعرض آخر شخص ارتدى القميص للقتل، وهذا ما جعل العديد يتساءل كيف قتل من ارتدى القميص السحري الذي يحمي صاحبه من الأذى؟ وكانت الإجابة هى أن كل ذلك اعتقاد.
وأكد المؤرخون أنه كان يتم توريث القميص بين الملوك والأمراء، إلى أن وصل لمصطفى بك شمس الدين، والذى باعة بـ 5 جنيه فقط، لماكس هارتز، الذى جاء إلى مصر عام 1880 وتم تعيينه فى المكتب الفنى بوزارة الأوقاف ثم تولى إدارة المتحف الفن الإسلامي 1892م، وأصبح بعد ذلك المعماري الرئيسي فى لجنة حفظ الآثار العربية من 1901 وحتى غادر مصر 1914م، وكان له دورا بارزا فى حفظ الآثار المصرية، حيث أهدى القميص السحري إلى المتحف الفن الإسلامي، ويقال أنه له دور فى ترميم العديد من المباني الأثرية فى مصر مثل مسجد السلطان حسن وبرقوق وباب زويلة وقلعة قايتباى.