الحوض المرصود.. إسطورة تاريخية تنازع عليها الإنجليز و الفرنسيين
كتب – زينب غازي
أسطورة تاريخية في أحد أحياء مصر القديمة وتحديدا في منطقة السيدة زينب وتبدأ الحكاية عندما عثر العثمانيون، على حوض أو تابوت ضخم في هذه المنطقة القديمة والتي تعرف ببركة الفيل، عبارة عن تابوت من الجرانيت الأسود، كان يستخدم كسفينة لعبور النيل يركبها 4 أفراد وإن زاد العدد يغرق التابوت.
وجمع حاكم مصر كافور الاخشيدي عدد من العلماء لقراءة الرموز التي على التابوت، ولم يستطع العلماء قراءة الرموز فقام كافور بوضع التابوت بجوار مسجد السيدة زينب واستخدمه الناس كحوض لسقاية المياه.
وانتشرت شائعات بعد ذلك أن مياه التابوت لا تنقص وأنه يشفي من أمراض العشق والفراق.
وسمع علماء الفرنسيون عندما جاءوا لمصر تلك الشائعات وكتبوا عن التابوت في كتابهم وصف مصر وذكروا أنهم جربوا بأنفسهم الحوض وان النتيجة كانت مذهلة واطلقوا عليه ينبوع العشق بينما أطلق عليه المصريون الحوض المرصود بمعنى الحوض المسحور.
وعند خروج الفرنسيون من مصر قاموا بسرقة التابوت لتهريبه إلى باريس ولكن منعهم الإنجليز واستولوا على التابوت إلى جانب حجر رشيد وقطع أخرى وقاموا هم بتهريبهم ووضعهم في المتحف البريطاني بلندن. ولم يتبقى لمصر سوى الاسم والذي أطلق على مستشفى أقيمت في نفس مكان التابوت والمنطقة حولها بنفس الإسم.
ويذكر أن موقع المستشفى الحالي كان قصرا للملك الناصر محمد بن قلاوون وكان يحمل اسم قصر “بقتمر الساقي”، والذي وصفه شيخ المؤرخين العرب أحمد بن علي المقريزي بأنه أعظم مساكن مصر، وأحسنها بنيانا، ثم تحول المبنى إلى مصنع للنسيج ثم إلى سجن الحوض المرصود، ثم إلى تكية فدار للقرعة ثم مستشفى الحوض المرصود لعلاج الأمراض السرية عام 1923 ثم مستشفى الحوض المرصود لعلاج الأمراض الجلدية والتناسلية عام 1943 إلى أن أصبح اسم المستشفى “القاهرة للأمراض الجلدية والتناسلية عام 1979”.