الرجل الذي باع التروماي عام 1948 على طريقة أحمد مظهر فى فيلم العتبة الخضرا
كتب_زينب غازي
فاكرين احمد مظهر فى فيلم العتبة الخضرا لما باع ( العتبة الخضرا ) لإسماعيل ياسين .. اللى ماتعرفوش ان قصة الفيلم دي قصة حقيقية مش خيالية.
قصة النصاب ( رمضان العبد ) خرج من السجن الرجل وعمره 27 سنة إذ وصل الي مرحلة التعليم الثانوي ثم غادر المدرسة ليستغل مواهبه في في بيع التروماي لقروي ساذج.
كانت له حوادث نصب سابقة لكن حادث بيع الترام هى النصباية الكبرى في حياته.
ركب النصاب الترام رقم 30 من شارع قصر العيني، ووقف بالقرب منه أحد القرويين، نظر إليه وعرف انه سهل وأعطاه سيجارة وبدأ يتكلم معه.
وفهم رمضان انه جاء ليبحث عن عمل لانه لا يجد في بلدته عملا يليق به، وفهم ايضا انه قدم الي القاهرة يحمل المال الذي يمكنه من البدء في العمل.
ووجد رمضان الفرصة أمامه متاحة، بدأ يعرض عليه أعمالا مختلفة كان يرفضها جميعا ولا شيء منها يروق في نظره، وأعطاه سيجارة أخرى واشعل النصاب واحدة، ثم جاءته الفكرة سريعا عندما ابدي ملاحظة عن ازدحام الترام سأله: هل تشتريه؟.
وذهب معه وهو سعيد مبتهج الي مكتب احد المحامين، وكان مع النصاب صديق ، اخذ منه صيغة العقد بدون ان يعرف المحامي صاحب المكتب بالطبع.
وقال له سأبيعك الترام بمائتي جنيه، فقال ان هذا كثير
واسم الضحية «حفظ الله سليمان» رد رمضان عليه، لولا إني بلدياتك لما بعت لك هذا الترام الناجح بأقل من ألف جنيه.
وقال حفظ الله: انه ليس معه إلا ثلاثة وثمانين، وأخذ النصاب ثمانين وترك له ثلاثة وكتب علي نفسه كمبيالة بباقي المبلغ وهو 120 جنيهاً.
وختم الرجل على كمبيالة المائة والعشرين جنيهاً، وخرجوا ليستلم الترام، فقد كان متلهفاً عليه.
وفي ميدان العتبة انتظروا حتى جاء الترام رقم 30، وكان حفظ الله لا يحسن إلا قراءة الأرقام، فما ان لمحه من بعيد حتى قال:أهه!
واتجه النصاب الي كمساري الترام بينما وقف زميله مع حفظ الله، واعطى الكمساري قرشا وقال له ان احد اقربائي القرويين سيذهب معه إلى نهاية الخط، ولكنه غريب ولا يعرف شيئاً فلاحظة حتى نهاية الخط، ثم نبهه الى النزول.
وقبل الكمساري وقدم تحية للنصاب وكان القروي ينظر للنصاب و الكمسارى ، وقد حرص زميله علي ان لا يجعله يري الا منظر الكمساري وهو يحييه.
وربت على كتف حفظ الله ونبهه النصاب عند نهاية الخط طالبه بكل المتحصل، وراقب بنفسك الركاب وهم يدفعون.
وصعد حفظ الله وقال النصاب للكمساري خلي بالك وقال الكمساري، خلاص انا فهمت.
وابتسم حفظ الله في اطمئنان وقال النصاب له بمسمع من الكمساري، تطالبه بجميع الفلوس وإلا نلغي البيع.
وهز حفظ الله رأسه مؤمناً، ولم يفهم الكمساري شيئاً بالطبع فقد ظن الحديث عن صفقة في البلد.
وما حدث بعد ذلك يعرفه كل الناس، ففي اخر الخط جاءه الكمساري ليلفت نظر حفظ الله الي النزول، فطالبه بالحساب، وتساءل الكمساري، أي حساب؟
وقال حفظ الله: آه فاكرني عبيط! وزادت دهشة الكمساري حين قال له حفظ الله ألم يقل لي امامك «تطالبه بجميع الفلوس وإلا نلغي البيع»، وسأل الكمسارى: أي بيع؟!
وقال حفظ الله: الترامواي .. انت ح تنصب علي؟
وانتهت المناقشة في قسم البوليس، ومن سوء حظ رمضان ان البوليس كان يحفظ قائمة سوابقه فقبض عليه وعرضه على حفظ الله فتعرف عليه .
ودخل السجن وأمضى فيه سنتين ونصف سنة.