ومازال محو التاريخ مستمر.. «بلدوزر» في قلعة صلاح الدين يهدم مبنى أثري
كتب_ زينب غازي
تعتبر المباني القديمة أكبر شاهد على التاريخ حتى لو جزء منها هو المتبقى قد يكون تم البناء أثناء حقبة زمنية معينة تذكرنا بذلك العبق التاريخي الذى يفوح منه رائحة الماضي سواء كان مؤلم أو مبهج لكن النظر اليه يرجع بنا لماضي يكون مر بينا أو بأجدادنا، ونبدأ في البحث عن سر المبنى الأثرى ونجد المعلومات كاملة تسعد النفس.
ومعظم دول العالم التي ليس لها تاريخ تحاول أن تخلق لها تاريخا بمبنى أو صرح ديني و بعضهم يخلق قصص و حكايات قديمة لخلق زمن قديم و تاریخ تتباهی به شعوبهم و ما بالنا لو مثل بلادنا هي الحضارة و التاريخ بحق و نجد محاولات البعض طمس ما تبقى من معالم ، و القلق والخوف هنا يأتى عند هدم معالم شهد عليها التاريخ و عند البحث عنها نجدها اتمسحت ومكانها انتهى وزال، ولا يزال المحو مستمر.
وتداول المهتمين بالتراث فيديو لتنفيذ أعمال هدم بشكل فعلي داخل قلعة صلاح الدين باستخدام حفار«لودر» ليلًا.
ويتضح من خلال الفيديو هدم مبنى «الترميم» الذي أنشأته لجنة حفظ الآثار العربية خلال القرن الـ19 والواقع داخل حرم القلعة أسفل مسجد سارية الجبل، حيث تظهر أعمال الهدم ليلًا تمامًا كما جاء في المذكرة الرسمية.
وعلّق الدكتور أحمد يوسف المتحدث باسم وزارة السياحة الآثار، على واقعة بلدوزر «قلعة صلاح الدين» موضحًا أن المبنى محل الواقعة يأتي ضمن مشروع كبير لتطوير القلعة كمزار سياحي وأثري، غير أنه إداري وليس أثرًا.
وأضاف خلال مداخلة عبر برنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: «تمت صيانة هذا المبنى عدة مرات، وفي إطار تطوير القلعة كمزار سياحي وأثري، وفقًا للمنظر البانورامي للقلعة ارتأينا أن هذا المبنى يتم هدمه، وهو ليس أثرًا بل مبنى إداري عادي».
وعن دخول البلدوزر ليلا قال: «دخوله في الليل لأن طبيعة تلك النوعية من الأعمال تتم في هذا الوقت، حتى لا تزعج الزائرين والسائحين نهارًا وليس لأي سبب خلاف ذلك».
وردًا على سؤال الإعلامية لميس الحديدي: «متى بني هذا المبنى الإداري الذي جرى هدمه؟»، أجاب قائلا: «أي إجراء مثل الذي يتم عرضه على اللجنة الدائمة، والتي تضم في تشكيلها علماء داخل وخارج الوزارة، عبر إجراءات طويلة ومعقدة».
وتابع: «مستحيل أن يتم عمل مثل ذلك دون دراسة، وفي منطقة القلعة هناك 7 آثار مسجلة، وهذا المبنى ليس من ضمنها، أما سؤال هل هو تراثي؟ فالإجابة في قانون حماية الآثار الذي يقول ويؤكد إنه ليس أثرًا، أم كونه تراثا فليس لدي معلومة.. مقدرش أعلق على المباني ذات الطابع المعماري المميز طالما خارج حيازة المجلس الأعلى للآثار».
وعقبَّ الدكتور محمد حمزة الحداد، أستاذ الآثار الإسلامية والعميد الأسبق لكلية الآثار بجامعة القاهرة، في تصريحات إعلامية قائلا على هذه الواقعة: ” إذ أوضح أن دخول بلدوزات الهدم داخل الموقع الأثري أمر يجرمه كلًا من قانون الآثار، والمواثيق الدولية. نظرًا لأن القلعة واقعة داخل نطاق حفظ مدرج كتراث عالمي «المبنى الذي هدم يعود للجنة حفظ الآثار العربية. واعتقد أن الهدف من هذا هو إزالة كافة المبان الملحقة، نظرًا لوجود مشروعات في محيط محكى القلعة. وهذه المشاريع تتطلب أعمال هدم وإزالة لكثير من المبان”.