التسامح بين الأديان منهج حياة
كيف نجعل التسامح منهج حياة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر
إن قيمة التسامح ذات قوة كبيرة وهى ليست مجرد إطار نظرى بل منهج للحياة والمطلوب أن يترسخ التسامح ليصبح هو الأمر المألوف فى المجتمع وفى التعامل مع الآخر، فى قبوله واحترامه وإنصافه وفى البيع والشراء وكل الأنشطة والمعاملات المجتمعية.
فى حادث حريق كنيسة أبوسيفين فى إمبابة حيث سارع العديد من المسلمين لإنقاذ وإسعاف المصلين المسيحيين داخل الكنيسة من منطلق إنسانى طبيعى، وهو ما يعنى أن نموذج التسامح والعيش المشترك موجود بالفعل لدى الشعب المصرى صاحب المخزون الحضارى العريق نموذج التسامح موجود بالفعل بكل إيجابياته
لكن يواجه تحديات علينا جميعا مواجهتها بشجاعة ضرورة تعريف كل مصطلح بدقة خصوصا التفريق بين مصطلحات مثل الالتزام والتشدد والتدين
حتى لا يؤدى الخلط بينها إلى نشأة أفكار متشددة مصطلح التسامح يشتمل على الرحمة والسماحة والمغفرة والصلح والسير والاستواء والكرم والرفق والأهم أنه يعنى المساحة التى تتجاوز المشترك إلى حق الاختلاف
بمعنى أن يكون هناك مكان للآخر المختلف حينما ننجح فى تعريف المصطلح بدقة، فإننا نخطو خطوة لمعرفة الذات والآخر والقواسم والأرضية المشتركة بيننا وكيف نتعاون سويا
فى نقطة التسامح فى الأديان، فالمؤكد كما يقول زكى فإن الناس جميعا لهم الحق فى العيش والكرامة دون استثناء. وإعمار الأرض لن يتحقق إلا بسيادة مبدأ التسامح والتعاون والتكامل فالاختلاف لا يجب أن يكون سببا للتنافر والعداوة بل للتعارف والتلاقى والنصوص الدينية لمختلف الأديان لم تعتبر التسامح مجرد نظرية بل ربطته بكل أوجه الحياة
عدم التسامح لا ينبع أبدا من النص الدينى السمح بطبيعته ولكن المشكلة فى الأساس تأتى من بعض التفسيرات التى تحاول اختطاف النص وتأويله إلى حيث ما لا يقصد وتستغله فى تأجيج دعاوى الكراهية افتراء وزورا سماحة النص وجمود التفسير
ولكى تتم عملية التفسير بشكل موضوعى فهناك أهمية لدراسة سياق النص الدينى تشمل أربعة عناصر رئيسية هى اللغة والتاريخ والجغرافيا والحضارة حتى نفهم ماذا كان يعنى هذا النص فى سياقه الحضارى والظروف التاريخية والسياسية التى مر بها والمنطقة الجغرافية التى كتب فيها النص وبعدها يأتى السؤال المهم وهو
ماذا يعنى هذا النص بالنسبة لحياتى هنا والآن، وهذا هو المقصود من دور التفسير فى دعم العيش المشترك، لأنه بتفسير خاطئ ينقل معنى النص تماما ويخرج عن سياقه، وهو الأمر الذى تفعله التفسيرات المتشددة للنصوص الدينية، فهل نأخد النص بحرفيته ونغفل خلفيته والظروف التى نزل فيها، وخطأ التعميم
التسامح بين النظرية والتطبيق لأنه من دون تطبيق عملى لقيمة التسامح فهى تبقى مجرد كلمات نبيلة خالية من التأثير والقوة
فالتسامح فى معناه العملى يشتمل على التعامل بين الشخص الأقوى والأضعف ومعرفة الآخر وقبول حق الاختلاف
الحوار هو البوابة الرئيسية للوعى والفهم والإدراك وكلها الأعمدة الرئيسية للوعى والفهم وبناء مفهوم التسامح
لأن الجهل أحد ألد أعداء الإنسان والتعليم هو سلاح الفرد لمحاربة الجهل بشتى أنواعه وبالتالى من الأهمية تضمين قيم الحوار والتسامح والعيش المشترك وقبول الآخر ضمن مناهج التعليم منذ رياض الأطفال وحتى الجامعات حتى يصبح التسامح جزءا رئيسيا من المكون المعرفى للفرد منذ طفولته
العقود الماضية أثبتت أن أى إنجاز حقيقى فى المجتمع على كل المستويات لن نصل إليه من دون قيمة التسامح والعيش المشترك
وأن العبور والتعافى من أى ظروف سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية يجب أن ينطلق من سيادة التسامح.
لكن السؤال: هل نحتاج للتسامح فقط بين الأديان أم أيضا داخل كل دين على حدة