المصريون القدماء أصل صناعة العطور في التاريخ
كتب_ زينب غازي
يتواصل حديثنا عن حياة الإنسان المصري القديم وعلاقته بالطبيعة وتسخيرها للصناعة ليستفاد منها في حياته اليومية من أول ميلاده حتى وفاته.
نجح المصريين القدماء في استخراج الروائح من الزهور وصوروا هذا على جدران معابدهم حيث نجد أن عملية العصر كانت تتم في قماش وكانت عطور عامة الشعب من الطبقة الدنيا أساسها زيت الخروع أما كبار رجال الدولة في البلاط الملكي والطبقة العليا كالأمراءوالأشراف والكهنة فكان أساس عطورهم زيت الزيتون وزيت اللوز وزيت الهجليج، فكان المصريون القدماء يضيفون هذه الزيوت للموادالمعطره في الأزهار.
وضمت بعض مقابر الفراعنة ألواح العطور التي كانت من المتطلبات الجنائزية، وكانت غالباً من الألباستر، وتتخذ شكلاً مستطيلاً.
و يضم اللوح سبعة تجاويف، وخصصت لوضع الزيوت المقدسة: ( زيت سث- زيت حقنو- زيت سفث- زيت نى غنم- زيت تواوت- زيت أجود الأرز- زيت لبيا الجيد”.
و أستخدمت السبع أنواع كزيوت ومراهم وطلاء ودهانات عطرية لكل طبقات الشعب المصرى، حيث أدمنها المصريون وإستخدموها فى الشعائر الجنزية والدينية.
واكتشف أجدادنا القدماء أن تلك الزيوت لها فوائد طبية وعلاجية ومطبخية، علاوة على إستخدامها فى الزينة والتطهر وإستخلصت هذه الزيوت من: النباتات والزهور ذات الرائحة الذكية.
وتضم بعض المقابر أوانى للعطور من الألباستر خصصت لحفظ العطور وإستخصلت هذه الدهون العطرية من الحيوانات الأليفة والمفترسة وظهرت العطور منقوشة ومصورة على جدران المقصورة- جدران حجرة الدفن -أسطح التوابيت.
وصورت العطور فى الرسومات القديمة فى عدة مراحل: صناعة الأوانى- تجهيز وتخزين العطور- نقل وتقديم الأوانى- المتوفى يشم العطر- العطور مصفوفة بمفردها أو ضمن الأثاث الجنزى ) وكان يكتب بجانب كل عطر إسمه ونوعه.
وصنّع الإنسان المصري العطور بطريقتين، الأولى: العصر البارد؛ حيث توضع الأزهار مع قليل من الماء في قطعة من قماش الكتان لها طرفان، تمسك به سيدتان لتدور كل منهما عكس اتجاه السيدة الأخرى فيتم عصر الورود في إناء كبير ليسع الكمية المعصورة ليتم حفظها في أوانٍ خزفية وفخارية.
أما الطريقة الثانية فكانت بوضع الورود في إناء فخاري صغير وحرقه لإعطاء رائحة عطرة للجو، وكانت العطور تصنع داخل معامل خاصة ملحقة بالمعابد.
وصنعت المرأة المصرية العطور في مصر القديمة من الزهور والأعشاب والنباتات زكية الرائحة، وفي مقدمة الزهور التي استخدموها في صناعة العطور: “زهور اللوتس والياسمين والورد والسوسن والتمر حنة والبادونيك”.
واهتمت ملكات مصر القديمة بالجمال وبالعطور والروائح الطيبة، وكان يضرب المثل بنفرتيتي وحتشبسوت وكيلوبترا في الجمال والأناقة وحب استخدام العطور من أغلى أنواعها، وأشهرها هي العطور المصنوعة والمكونة من “الحنة، والمر، والقرفة، والخشب الجنوبي العطري (فحم خشبي) وحب الهال (الحبهان).
وتعد البخور أيضا جزء من الروائح المستخدمة في مصر القديمة، وقد ورد ذكر مواقد البخور في النصوص القديمة، كما أن تقديم البخور يرى في صور لكتاب الموتى، ومن بين أهم مواد البخور وأكثرها شهرة الكندر “اللبان الدكر”.