الياميش.. رحلة تاريخية بدأت من عهد الفراعنة لوقتنا الحالي
كتب_زينب غازي
عرف قدماء المصريون الياميش، إذ كانوا يتناولون المكسرات والياميش، ويصنعون الحلوى على شكل الإله (بس) إله الضحك واللعب عند الأطفال،ومن هنا بدأت فكرة تجفيف الفواكه وصناعة الياميش، وأعيد إحياء إستخدام المكسرات وأنواع الياميش المختلفة مع دخول الفاطميين لمصر.
واستمر استخدام الياميش في عهد الفاطميين، إذ ارتبط المصريون بطقوس خاصة في شهر رمضان المبارك، بقدوم شهر الصيام، ومنها “الياميش” الذى يعد من مظاهر الشهر الكريم الباقية مع اختلاف الأزمنة.
الياميش هي كلمة اشتقت من اللهجة المصرية، واستخدمت في العصر الفاطمي، وهي تعني الفواكه المجففة والمكسرات، ويعد المشمش المجفف والتين وجوز الهند والبندق والكاجو من بين الأنواع الرئيسية المفضلة عند المصريين.
وكان الخلفاء في العصر الفاطمي يوزعون الياميش على الفقراء طوال شهر رمضان، حيث بدأ المصريون عادة شراء ياميش رمضان في عهد الدولة الفاطمية في الفترة 365 هـ – 567 هـ التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمان.
ومن أشهر أسواق الياميش في مصر منطقة قوصون التي أسسها الأمير سيف الدين قوصون في شارع باب النصر خلال القرن الثامن عشر الهجري، كان السوق مقصدا لمعظم التجار القادمين من سوريا وبضائعهم من الزيت والصابون والفستق والبندق والجوز ليتم بيعها قبل رمضان.
وانتقل سوق الياميش في القرن التاسع إلى منطقة الجمالية ثم بولاق أبو العلا، ثم إلى الروض فرج، ومن ثم إلى سوق السكرية، التي تبيع أصناف من الياميش ورمضان المشروبات، ووزعت السلع الرئيسية كنوع من الترفيه للضيوف، كما يُعطى للأطفال الذين يحملون الفوانيس ويتجولون في المنازل وهم يغنون أغاني رمضان الشهيرة.
ويشمل الياميش المكسرات، الجوز (عين الجمل) والبندق واللوز والفستق وهي كلها مواد مغذية غنية بالبروتينات والدهون والزيوت، ومن الفواكه المجففة الزبيب والمشمش (العنب المجفف الخالي من البذور) والمشمش المجفف وقمر الدين والتين المجفف والقراصيا الغنية بالسكريات والفيتامينات والمعادن والألياف.