سر تسمية حى “أثر النبي” في مصر من أيام العصر المملوكي
كتب_زينب غازي
تعد منطقة ” أثر النبي” من أقدم أحياء القاهرة، حيث يعود إلي العصر المملوكي، ويرجع سبب التسمية إلى وجود حجر علي شكل قدم يعتقد أنه يعود للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويوجد به مسجد له نفس اسم الحي.
ويعود تاريخ بناء جامع أثر النبي “أو مسجد رباط الآثار” إلى عام 707 ه -1307 م، وله أهمية كبيرة عند سكان منطقة دار السلام بالقاهرة، وقد تم بنائه علي يد الوزير المملوكي “تاج الدين محمد”، وقد كان جده هو المشرف علي بناء مسجد “الظاهر بيبرس”.
وعندما كان ” تاج الدين محمد” في زيارة إلى مسجد النبي بالمدينة المنورة علم بوحود بعض آثار النبي عند قبيلة تدعي ببني إبراهيم، إحدى قبائل “ينبع” في شبه الجزيرة العربية “السعودية ” حاليًا، والتي تبعد عن المدينة المنورة ب150 كيلو متر، فقام تاج الدين بشراء الآثار التي كانوا يتوارثها أبناء القبيلة جيلًا بعد جيل، وقد قدر ثمنها في هذا الوقت ب60 ألف درهم.
وحينما عاد تاج الدين إلى مصر قام ببناء المسجد، ووضع فيه الآثار التي جلبها معه من “ينبع”، ومن هذه الآثار النبوية “مصحف بخط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه”، وإناء للطعام الذي كان يستخدمه النبي، ومكحله النبي، ومخفص كان يستخدم لصناعة الأحذية، وملقط لاستخراج الشوك.
وبعد مرور ما يقرب من الـ60 عامًا قام السلطان “أشرف شعبان” بتجديد هذا المسجد، وألقى المذهب الشافعي فيه بعض الدروس الدينية.
وأكد” إبن بطوطة ” في كتاباته أنه أثناء رحلته بمصر قام بزيارة هذا المسجد، وتحدث عن الآثار الموجودة فيه.
وبعد قيام ثورة 25 يناير قام بعض أهالي المنطقة باستغلال حالة الانفلات الأمني، وقاموا ببناء منزل وجراش علي قطعة الأرض التي كانت تحيط بالمسجد، والتي كانت وقفا مخصوصا له.