Uncategorized

بصمة تاريخية مرفوعة من الخدمة.. سينمات مصرية قديمة

كتب_ زينب غازي

السينما المصرية هى أقدم وأعرق السينمات فى منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم أيضا، فهى أول بلد انطلقت منها السينما، ورغم تاريخ السينما المصرية إلا أن الكثير لا يعرف ما هى أقدم دور عرض سينما شيدت فى مختلف محافظات مصر، البعض منها ما زال موجودا ولكنها منتهية، وبعضها أغلقت ولا يعلم أحد البصمة التاريخية التى تركتها.

ونستعرض أقدم السينمات في مصر:

سينما بورصة طوسون باشا بالإسكندرية
تعتبر الإسكندرية المحافظة الأولى التى انطلقت منها شرارة السينما، والتى شهد أول دور عرض سينمائى من خلال “بورصة طوسون”، عام 1896 ومقرها شارع فؤاد، وتكونت من عدة طوابق وبها عدة قاعات لأنها كانت تستخدم فى إقامة الاحتفالات للجاليات الأجنبية.

وشهدت “بورصة طوسون” عرض العديد من الأفلام القصيرة منها “المصارعون”، و”المتجرد من ثيابه” و”أهالى مدغشقر”، و”غابة بولونيا”، والتى كانت تعرض كل نصف ساعة، حيث كان العمل بالسينما من الساعة الخامسة عصرا حتى الحادية عشرة

“كوزموس” أول سينما في مصر تتكون من 5 قاعات

أنشأت سينما كوزمو في عام 1906م، عندما أنشئ مسرح عباس ولكن بطريقه بدائيه فأعيد افتتاحه مرة أخرى عام 1909م، وفي عام 1917م استأجرته شركه جوزيفيلم وحولته إلى سينما كوزموجراف وأعيد افتتاحها عام 1935م باسم سينما كوزمو.

“ليدو” افتتحها نجيب الريحاني
أنشئ مسرح الأجيبسيانة مكان مقهى قديم يقع في شارع عماد الدين بوسط البلد، وافتتحه الفنان نجيب الريحاني عام 1917م وفي عام 1923م تم أعادة بنائه وسمى بمسرح برنتانيا والذي غنى به الموسيقار محمد عبد الوهاب وفي عام 1930م تحول الى سينما كابيتول وفي عام 1946م تحولت إلى سينما ليدو.

“بيجال ” جوهرة شارع عماد الدين
فتحت سينما بيجال أبوابها للجمهور عام 1912م، وتقع في شارع عماد الدين الشهير في وسط البلد، وضمت سينما بيجال مسرح ماجيستك، والذي تم ضمه لها عام 1960م وظلت السينما محتفظة به حتى الآن.

“كايرو سينما”.. من دار عرض إلى محال تجارية
في سبعينات القرن الماضي افتتح أحمد أحمد الحاروفي متعهد الأفلام اللبناني الأصل سينما “القاهرة” بشارع عماد الدين، أمام سينما كوزموس، بواجهة من الأشجار الخشبية ومجسمات لقرود تتسلق تلك الأشجار عند مدخلها.
والحاروفي كان يعمل متعهدا لحفلات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وحين اشترى مقر السينما قرر بناء “كباريه”، وبعد عدة سنوات قام بتحويله لدار عرض سينمائية مكونة من قاعة واحدة كانت تسع عددًا كبيرًا من المقاعد، واشتهرت السينما حينها بعرض الأفلام الهندية وأفلام الأكشن مثل أفلام “بروس لي” وغيرها ولم تكن أسعار التذاكر حينها تتعدى السبعين قرشًا.

بعد وفاة “الحاروفي” توقفت السينما وطالها الإهمال والخراب الشديد، حتى إن أحرف لافتتها تساقطت، ومرت سنوات قليلة ليستأجر السينما مجموعة مستثمرين حولوها إلى “كوفي شوب” لم يستمر العمل فيه سوى شهرين، ومنذ نحو عامين قرر ورثة “الحاروفي” بيع السينما إلى مجموعة مستثمرين، يسعون حاليا بتحويلها إلى محال تجارية ومكاتب إدارية.

قصر النيلكانت مشهورةبـ “سيما الباشوات
يعود تاريخ سينما قصر النيل إلى العام 1954، حين استأجرتها شركة “إخوان جعفر” من “ليفي دي بانجيو” مالك الأرض، وافتتحها الرئيس جمال عبد الناصر في نفس العام، ثم في عام 1989 استأجرتها شركة أفلام محمد فوزي التي أضافت إليها المسرح.

كان مبنى السينما مكونا من قاعة واحدة كبيرة مقسمة إلى ثلاثة أماكن تدريجية تسع نحو ألف كرسي، عبارة عن سينما ومسرح، ثم تحولت “قصر النيل” للعرض المسرحي فقط بسبب ضعف الإنتاج السينمائي، فقدمت مسرحيات الفنان محمد صبحي، مثل مسرحية “ماما أمريكا” التي ظلت تعرض لمدة خمس سنوات، ومسرحية “عائلة ونيس”، كما تم تأجير المسرح لعرض مسرحيات الفنان سمير غانم، ومنها مسرحية “أنا ومراتي ومونيكا”، بالإضافة إلى عرض مسرحية “شارع محمد علي”، وكانت أسعار التذاكر تتراوح بين 50 و 75 و 100 و 150 جنيه.

واستمر تقديم العروض المسرحية حتى ثورة 25 يناير ولم يعد هناك منتجين للمسرح فقلت العروض المسرحية، ولكن لم تتوقف بشكل نهائي، ولم تغلق السينما أبوابها، فلا زال متاحاً عرض الأفلام والمسرحيات بـ”قصر النيل” متى كانت هناك عروض مناسبة”.

سينما “قصر النيل” كانت تعرف قديماً بـ”سيما الباشوات” الذين كانوا يتوافدوان عليها لحضور حفلات كوكب الشرق أم كلثوم، وهي تشدو على خشبة مسرحها بروائع “فات الميعاد”، و”دارت الأيام” و”هذه ليلتي” و”ألف ليلة وليلة”، وكذلك حفلات العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ومحمد عبدالمطلب، ووردة، ومحمد فوزى، وغيرهم، وقد شهد مسرح دار سينما قصر النيل، الكثير من الأحداث الفنية، ففي عام 1973 وقفت وردة الجزائرية تغني أغنيتها “مالى وأنا مالى” من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدى، وذهب إليها العندليب مهنئا ، وقدم لها باقة ورد وصفق لها، وسط صيحات الجمهور وهتافاتهم للعندليب، الذي اضطر لمغادرة السينما يستمع الجمهور لوردة.

سينماميامىملحق بها قاعة ملكية
ظلت الشركة العربية للإنتاج الإعلامي والثقافي “شعاع” وهي الشركة المستأجرة لسينما ميامي بشارع طلعت حرب منذ عام 1999، تسعى لتقسيم قاعة السينما إلى عدة قاعات، حيث أن هذا النظام هو المتبع حاليا والأكثر جدوى من الناحية التجارية والجماهيرية، وحتى تستطيع السينما منافسة سينما المولات التي تستقطب عددًا كبيرًا من الرواد، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، كما يقول شريف مختار نائب مدير سينما ميامي، وذلك بسبب بعض التعقيدات في إصدار التراخيص من الجهات المعنية، إضافة إلى ارتفاع تكلفة تنفيذ المشروع في ظل الحالة الاقتصادية العامة.

ويختلف مختار مع وجهة نظر الذين يرون أن سرقة الأفلام وعرضها على مواقع الانترنت تؤثر على نسبة الإقبال الجماهيري على السينما، مؤكدًا أن مشاهدة الأفلام على الإنترنت لا تضاهي نقاء صوت السينما أو حجم الشاشة الكبير وصدى الصوت داخل القاعة، كما أنه لم تحدث حالات سرقة للأفلام من قبل في السينما، فهي عملية صعبة لأن نسخة الفيلم تكون ذات علامة خاصة من الصعب التلاعب بها، كما أن إجراءات الأمن والتفتيش المستمر تحول دون سرقة الأفلام.

و كانت “ميامي” شاهدا على الكثير من الأحداث المختلفة كجزء لا يتجزأ من قلب منطقة القاهرة الخديوية، ولم تسلم السينما من الحرائق المتوالية بدايةً من حريق 6 مايو 1946 حيث تعرضت لتفجير اتهم به منتمون لجماعة الإخوان المسلمين، ولم تمر ست سنوات حتى طالها حريق ثاني كبير ضمن أربعين دار سينما أخرى منها ريفولي وديانا ومترو وراديو أثناء حريق القاهرة.

تقع سينما “ميامي” على مساحة تقارب ألفي متر، وتتكون من قاعة واحدة كبيرة مصممة على الطراز القديم الذي يتيح وجود مقاعد بالصالة الرئيسية ومقاعد أخرى بالبلكون، وتسع نحو ألفًا ومئتي مقعد ( 800 صالة و 40 بلكون) ولها شباكان لبيع التذاكر، كما تعرض فيلما واحدا يومياً بأسعار 20 و 25 جنيه للتذكرة.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة