سليمان بك نجيب في ذكرى وفاته.. جهز لجنازته قبل رحيله
كتب_ زينب غازي
تحل اليوم 18يناير ذكرى وفاة أحد أشهر الفنانين في تاريخ السينما المصرية، حيث يعتبر سليمان نجيب واحدا من أجمل وأرقى فنانو الزمن الجميل، إلى جانب ثقافته وأخلاقه التي عرف بها داخل الوسط بالإضافة لخفة دمه التي شهد بها معظم أصدقائه الذين عاصروه.
ولد سليمان نجيب فى 21 يونيو 1892 لاسرة أنجبت العديد من الشخصيات المرموقة فهو ابن الأديب مصطفى نجيب وخاله هو أحمد زيور باشا، الذى تولى رئاسة وزراء مصر مرتين فى عهد الملك فؤاد
وتخرج الراحل سليمان نجيب من كلية الحقوق وعمل موظفاً بسكرتارية وزارة الأوقاف، ثم نقل إلى السلك الدبلوماسى وعمل قنصلا لمصر في السفارة المصرية باسطنبول، إلا أنه عاد إلى مصر والتحق بوزارة العدل وعين سكرتيراً فيها.
و شغل أيضا منصب رئيس دار الأوبرا الملكية عام 1938، وكان بذلك أول مصري يشغل تلك النصب، بالإضافة لحصوله على لقب “بك” من الملك فاروق.
بدأ سليمان حياته الفنية بكتابة المقالات في مجلة الكشكول الأدبية تحت عنوان مذكرات عربجي، منتقدًا بها متسلقي ثورة 1919، وصعد إلى المسرح في وقت كان يصعب على الأسر المحافظة أن تقبل بالعمل بهذا المجال.
وإلى جانب عمله بالمسرح كان له العديد من الأدوار في السينما سواء بصفته بطلًا للعمل أو صاحب أدوار ثانوية، ورغم مكانته الاجتماعية وحاله الميسور إلا أنه لم يبحث عن الزواج وفكر في العيش برفاهية مع حاله دون اللجوء لشريك حياة يعكر صفوه كما كان يصف، ويعد أبرز أعماله في السينما فيلم غزل البنات عام 1949.
لم يفكر نجيب للحظة في فكرة الزواج إلا أنه يفتقر إلى وجود أبناء في حياته فكان لخادمه 3 أطفال تبناهم وتكفل بحياتهم وتعليمهم وتوفير كل مستلزماتهم.
وإستمر طوال حياته يتعامل مع الخدم على أنهم أصحاب المنزل، ويقال أنه عندما كان يغضب كان يترك لهم المنزل وعندما يعود كان يستأذن للدخول، وعندما توفيت المربية الخاصة به صمم نجيب على أن تدفن بمقابر العائلة على الرغم من اعتراض أهله باعتبارها خادمة إلا أنه أصر على ذلك وتم دفنها بجانب والدته في مقابر العائلة.
ومن الغريب عندما توفي سليمان كان أخوه مسافرا خارج البلاد فقام بتكليف أحد أصدقاءه بتولي تكاليف الدفنة كاملة إلى حين عودته، وعندما عاد الأخ، علم أن تكلفة الدفنة كانت 299 جنيه وقرش واحد وعندما أراد تسديدها تفاجأ بخادم سليمان يخبر بأن الفنان ادخر مبلغ مالي لجنازته وعندما قام الحاضرين بعد المبلغ تفاجأوا بأنه نفس المبلغ الذي أنفق على جنازته.