ضرب القيم والأخلاق
تحطيم القيم كسر القيم اختراق القيم ضرب القيم تفتيت القيم زعزعة القيم تشويه القيم تمييع القيم كلمات نسمعها من هنا وهناك وهذه الكلمات لم تأت هكذا
فإذا أردتَ أن تهدم الفرد فاضرب القيم التي يحملها وإذا أردتَ ان تُسقط مجتمعاً فعليك بقيمه وإذا أردت تُزعزع أمة فشوّه قيمها فهناك سياسات ناعمة وهادئة تعمل على تفريغ الفرد أولاً ثم المجتمع وبعدها الأمة من القيم وإحلال كل ذلك بقيم سطحية سلبية عكسية من حرية منفلتة انحلالية وإباحية وتفسخ وتنازل عن كل فضيلة بدلاً من العفة والطهارة والالتزام بكل ما يدعو إلى حماية الفرد والمجتمع والأمة من قيم حية فاعلة، وما هذه القيم إلاّ من نبعها الصافي هو دينها. وليس في القيم أنصاف حلول، والحذر كل الحذر من أن تضرب قيمنا وثوابتنا تحت أي ذريعة فهي مصيرنا فالمساس بها سيكون له نتائج سلبية حتمية علينا وعلى أجيالنا في قادم الأيام. فمن يُسقط القيم يُسقط رداء الحكمة والفضيلة عنه ويلبس رداء السفاهة والجهالة والضياع
فمن يُضيَّع القيم والأخلاق ويتنازل عنها يُضيَع دينه وثوابته ويجري وراء السراب يلهث وليس بمدرك شيء
فـالقيم كلمة جميلة مشتقة من لفظ قيمة أي مكانة ورقي، والقيم هي الأخلاق الرفيعة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان والتمسك بها هي التي تجعل الفرد والمجتمع والأمة تكسبه الزينة وتحليه بها وتعظّم من أمره ومكانته وتمنحه الرضا والشعور الإيجابي في حركة الحياة
والقيم هي اللقاح الفاعل لتحصين الإنسان من الانحدار نحو الحضيض إلى عالم الحيوان وهو حضيض نراه اليوم بشعارات مختلفة لكنها روائحها عفنة نتنة تزكم الأنوف فقوة الفرد والمجتمع والأمة بقوة تمسكهم بالقيم التي يحملونها في واقعهم ويتعايشون معها فالقيم ليست ترفاً ولا من نافلة الأحاديث ولا من المكمَّلات الفردية أو المجتمعية أو الأمة
وإنما هي الجوهر وزينة وسمو وصيانة وسد منيع. فالبناء والنهضة الحقيقية هو انتصار وإعلاء مكانة القيم والالتزام بها والثبات على منظومة القيم التي يحملها هذا الفرد والمجتمع والأمة
فلنعظم أمر القيم في مدارسنا وجامعاتنا، وفي مؤسساتنا وفي تعاملاتنا وفي مساحات الحياة الواسعة اليوم وليس غداً فـ”هي أحوج إلى الاستنفار من أجل صيانة القيم والتحصين القيمي
بُعثتُ لأتمم صالح الأخلاق إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق فكم فيها من المباهج والأفراح ومضة
يُعرف المجتمع من القيم التي يحملها في واقعه وهي عنوانه الواضح التي تدل عليه