اخبار محليةحقوق انساندينى

ظلم ذوي القربي

الظلم ظلمات يوم القيامة وما أعده الله لأهله عواقبه وخيمة، وأبشع أنواع الظلم هو الظلم الاجتماعي وأمرُّه ظلم ذوي القربي الذي يفعله بعضنا ولا يظنه شيئا بل ربما يشكو من الظلم وهو في الحقيقة الظالم، إن ظلم ذوي القربي شديد كما قيل قديما:وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةًعَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِولهذا النوع من الظلم مضار مؤلمة كما أن له أسبابا دافعة إليه، لا نستطيع استقصاءها في هذه المقالة لكني أركز هنا فقط على سبب واحد من تلك الأسباب ألا وهو الميراث، الذي تأججت الخصومات بسببه، وقامت المعارك لأجله، إنه الحاضر الغائب، الحاضر في كتب الفقه والتفسير، أو في المجامع الفقهية والندوات العلمية، الغائب في واقع المسلمين!!فريق يتنكر له بحجة العصبية، وفريق يجرمه بحجة العيب، وفريق يتأفف بحجة أن أمواله ستنتقل إلى الغريب، وفريق يبخس الحق فلا يدفع إلا أقل القليل، وفريق يعطى مبغضا من يعطيه حتى ليتمنى زواله، وفريق، وفريق، وفريق….وفئة قليلة هي من تتقى الله وتعطى الحق بلسان بشوش ونفس راضية وقلب مطمئن.حتى أضحى حقها مغبونا أو مضيعا شأنها شأن اليتيم كما قال الطاهر بن عاشور رحمه الله: ” إنهما جانبان مُسْتَضْعَفَان: اليتيم، والمرأة. وحقّان مغبون فيهما أصحابهما: مال الأيتام، ومال النساء، لذا حرسهما القرآن أشدّ الحراسة فابتدأ بالوصاية بحق مال اليتيم، وثنّى بالوصاية بحقّ المرأة في مال ينجرّ إليها لا محالة”.لكن القلوب إذا عميت لم تر إلا الباطل هدفا، والغي سبيلا، والحيلة طريقا لتصل إلى ما تريد ولا حول ولا قوة إلا بالله.ولذلك قال صلى الله عليه وسلم يوما: “اللهم إني أحرج حق الضعيفين؛ اليتيم والمرأة” لما يعلمه النبي من نفوس تغيرها المادة وقلوب تتقلب لها.لكن عادة بعض الناس أنهم لا يرهبون إلا ذا السلطان أو من يرتكن إليه، فإذا وجدوا ضعيفا أكلوه، وغفلوا أن وراء الضعيف ربا منتقما، أقسم ألا تحجب دعوة مظلوم عنه، وأنه بعزته ينتصر لها ولو بعد أجل.ولا يزال آكلو حقوق الناس في غفلة عن وعيد الملك، ظنا منهم بأن المنعة في الجمع والسطو على حقوق شرعها الله وحدود حدها.لقد شرع الله الميراث وحد للمرأة في الغالب الأعم نصف ما للرجل لبناء جسر المحبة والمودة بين الأطراف ثم ليجد الرجل بعد ذلك ما يستطيع به أن ينفق على ذي الحاجة من أهله، لكن البعض تناسى الحق غير المعلن وحاربوا الله فيما أعلن!!إنها كلمة أسرها إليك فارعها سمعك يرعاك الله: بشر كل من تعدى على ضعيف وأكل حقه بقوة أو بسلطة؛ بمعركة خصمه فيها الجبار الذي لا يقهر، والقوي الذي لا يغلب، ذو القوة المتين الذي لا يقف لغضبه شيء.وعليه أن يستعد لجولتين لا طاقة له بهما:الأولى: اللعنة بقطع رحم أمر الله أن توصل فقال: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ”.والثانية: تعديه السافر على حمى الملك وحدوده، وقد قال الله سبحانه بعد آيات المواريث التي بين فيها نصيب كل وارث: “وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ”

مقالات ذات صلة