تاريخ

مرسوم محمد علي: عناوين شوارع مصر بالألوان

كتب – زينب غازي

شعرت الحكومة قبل عام 1847م، بوجود مشكلة كبيرة وحاولت حلها  حيث وقتها مصر لم تعرف  ترقيم المنازل،كان من يبحث عن عنوان يقضي النهار و الليل باحثا عن منزل صديقه أو من يريد زيارتهم ، وكل ما يعرفه عنه هو الإسم ومنطقة السكن فقط. وتبدأ رحلة البحث بمساعدة المارة وسكان المنطقة، فأدى ذلك إلى كثرة الشكاوى وتذمر المواطنين.

 وأصدر محمد علي باشا مرسوما بضرورة ترقيم المنازل وكتابة أسماء الشوارع، وراعى أيضا مشكلة انتشار الأمية في مصر فتم تمييز اللافتات بالألوان المختلفة، فهذا شارع ذو يافطة حمراء وذاك خضراء وهكذا.

وأسرع رجال مجلس منظمة المحروسة بتنفيذ المرسوم، واتخذوا ميدان باب الخلق مركزا للمحروسة، ووضعوا لافتات بأسماء الشوارع في مداخلها، ورفعوا  لوحات الشوارع بالألوان، هذا الشارع لوحته سوداء، وذلك لوحته بيضاء،أما المنازل الموجودة يمين الشارع أرقامها فردية، والمنازل الموجودة يسار الشارع زوجية، وهذا الترتيب ما زال مستخدما حتى الآن، وكانت الأرقام تكتب على الأبواب.

 أما عن أسماء الشوارع ذاتها فكانت تحمل الاسم العالق بالذهن سواء أسماء الأشخاص أو الحكايات أو وصف المكان، فنذكر مثلا تسمية الزمالك بهذا الاسم لأنها تعني باللغة التركية «العشش»، حيث كانت الزمالك مأوى للذئاب والعقارب والثعابين ولم يرد أحد العيش فيها حتى جاء رجل يدعى عبد النعيم محمدين من قنا عام 1897م واشترى قطعة أرض بهذه المنطقة، وكانت زهيدة السعر وقتها، واستصلح الأرض وطهرها من الحيوانات وزرع فيها، ومن بعدها استقدم الفلاحين يعاونوه في مشروعه الجديد، فاشترى المزيد والمزيد من الأراضي وأصبح عمدة للمنطقة.

 وبعدما تحولت الزمالك لجنة خضراء لفتت نظر الأثرياء، و تزاحموا على شراء أراضيها التي تمكنهم من العيش بعيدا عن ضوضاء المدينة، ومع الوقت تحولت إلى حيٍ للأثرياء والأعيان وكبار الفنانين.

عبدالرحمن حسن " آلراقي "

مستشار إعلامي/ رئيس تحرير جريدة بوابة مصر الإخبارية/ مقدم إذاعي وتليفزيوني/ معلق صوتي/ مستشار الإعلام بحلف مصر لحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى