حقوق انسانشئون دولية وعربية

من يصنع الفوضى من العار حقا أن تعتقد أن مواجهتك لوطنك غاية بطولية تنال عبرها الشرف

من العار حقا أن تعتقد أن مواجهتك لوطنك غاية بطولية تنال عبرها الشرف ومن أجلها تقدم التضحيات ومن السذاجة أن يتحول أى شخص إلى لعبة فى يد الأوغاد من أراجوزات الخارج الذين يقطرون سموما ضد الدولة المصرية ومقدراتها

أى ثورة يمكن أن ينهض بها مقاولو دم ومرتزقة ومتطرفون وأى حراك هذا المبنى على تفكيك الوطن، وتعطيل مسيرته التنموية، ووضعه أسير الفوضى والخراب الممنهج

ستبدو هذه الأسئلة الاستنكارية ذاتها عين الجواب، فليس بمصرى ولا بعاقل من يدفع الناس إلى المقايضة على وطنهم، ومن يدعو إلى التحريض قولا أو فعلا ضد مؤسسات بلاده

ثمة ملاحظات كاشفة على دعوات التخريب والفوضى، تبدأ من إستدعاء ما سماه مقاول الدم بثورة الغلابة فى مناسبات سابقة، وبما يفضى إلى اعتماد آلية التكرار، ولكن بإيقاعات مختلفة، وعبر توسع فى توظيف جيوش الذباب الإلكترونى من اللجان والميليشيات الإلكترونية وقفزا فى هذه المرة على الصدى الإيجابى الذى يصنعه انعقاد مؤتمر المناخ فى مصر وفى شرم الشيخ تحديدا التى عانت منذ سنوات قليلة توقف رحلات الطيران وها هى يتقاطر عليها العالم من كل صوب وحدب فى إنجاز متعين للدولة المصرية وقيادتها السياسية.

ويتوهم مخططو سيناريو التخريب أن الفرصة سانحة أمامهم فى ظل الانشغال الطبيعى بتأمين المؤتمر المهم الذى اختارت له الدولة المصرية عنوانا فرعيا دالا (لحظة فارقة) وضيوفه من قادة ورؤساء دول العالم جميعها. ولا يدرك هؤلاء الواهمون قدرة الدولة المصرية وأجهزتها الوطنية على حماية البلاد ومقدراتها من العبث والفوضى. ثمة ملاحظة أخرى تتصل بمن يصنع الفوضى؟! إن هجينا من متطرفى الخارج وإرهابييه، وبعض ممرورى الداخل من المشايعين للتيارات التكفيرية من جهة، والمعادين لفكرة الدولة الوطنية من جهة ثانية يجتمعون فى لقاء الفوضى غير الخلاقة على جسد الوطن، ويوظفون بشكل مركزى الفضاء الافتراضي، بدءا من إطلاق الدعوة إلى الفوضى، مرورا بنشر الفيديوهات المحرضة على الاشتباك مع قوات الأمن، وصولا إلى وضع خريطة بالتحركات، وسيناريو مفصل لحراك المجموعات التخريبية، فى تبجح منحط لا يليق سوى بأوغاد وخونة، ودعاة دم. إن التاريخ الملوث للقتلة، والمحرضين، يبدو كاشفا عن أولئك المتورطين بكل السبل فى صناعة الفوضى، الذين يقدمون أوراق اعتمادهم لدى من يمولونهم، من جهة، ويأملون فى تغيير قواعد اللعبة وجنى مكاسب انتهازية أكثر من جهة ثانية، وفضلا عن هذا كله فإن فريقا من المتربصين فى الداخل، اخترق مؤسساتنا الأكاديميةوالثقافية والتعليمية وغيرها، وصنع تحالفات مشبوهة داخلها، يتحين الفرصة للانضمام، والانقضاض فى اللحظة المناسبة، وتكمن خطورته فى انتمائه إلى بعض مؤسسات صناعة العقل العام. وتعد صناعة الفوضى محاولة لتقويض الاستقرار، وتبدو المفردتان (الفوضى / الاستقرار) على طرفى نقيض، ومن ثم فلكل منهما أدواته وآلياته الإجرائية، وإطاراته النظرية أيضا. وتبدأ صناعة الفوضى من اللعب على ما يسمى فجوة الاستقرار، حيث المغايرة بين ما هو كائن فى الواقع، وما ينبغى أن يكون، وتعظيم مشاعر الإحباط والغضب لدى الجماهير، وفى الحالة المصرية فإن ما يسمى فجوة الاستقرار ليس له محل من الوجود فى المشهد المصرى الذى يحظى بعمل دءوب، وخطوات متسارعة من أجل عالم أفضل، ولا يعنى هذا غياب المعوقات، ولكن طبيعة اللحظة المعقدة التى يحياها العالم بأسره، والشواغل الداخلية أيضا تفرض جملة من التحديات التى تتعاطى معها الدولة المصرية بثبات ووعى ورغبة عارمة فى الإصلاح بمساراته المختلفة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وترتبط صناعة الفوضى بصناعة الشائعات، وتعد الشائعات حجر زاوية فى صناعة الفوضى، ولو نظرنا إلى حجم الشائعات ومساراتها فى الآونة الأخيرة لوجدنا ارتفاعا متزايدا فى وتيرة الكذب والتضليل الإعلامى الذى يوظف مواقع التواصل الاجتماعى على نحو خاص، وقريبا من هذا أيضا الفضائيات المأجورة التى تبث سمومها ليلا ونهارا ضد الدولة المصرية، والتى تزايد عددها فى هذه الفترة عبر إنشاء فضائيتين، كل مهمتهما الدعوة إلى الخراب الفوضوي. نحن نواجه إذن حربا ممنهجة، أبطالها الوهميون سارقو بهجة، وحواة ملوثون، ولاعبون بنار الفتنة والانقسام؛ وبما يتطلب مزيدا من التلاحم الوطنى بين الشعب ودولته المصرية، وتعزيزا للوعى داخل الجماهير، وتكريسا لقيم الانتماء والتقدم، وتعضيدا لقيم الجمهورية الجديدة بشأن عالم أكثر نماء، وجمالا، وتسامحا، وإنسانية، وفى هذا الصدد يجب أن تلعب مؤسسات بناء العقل العام دورا مركزيا فى مواجهة مخططات الفوضى وسيناريوهات التفكيك المحمولة على صيغ جديدة، وقديمة، فى الآن نفسه.

مقالات ذات صلة