حقوق انسان
وقفة مع أية من كتاب الله تعالى مع الحقوقي أحمد سالم {17}
قال تعالى في الآية (17) من سورة النحل
بسم الله الرحمن الرحيم
[أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ](17)قوله تعالى : أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون قوله – تعالى – : أفمن يخلق هو الله – تعالى – . كمن لا يخلق يريد الأصنام . أفلا تذكرون أخبر عن الأوثان التي لا تخلق ولا تضر ولا تنفع ، كما يخبر عمن يعقل على ما تستعمله العرب في ذلك ; فإنهم كانوا يعبدونها فذكرت بلفظ من كقوله : ألهم أرجل . وقيل : لاقتران الضمير في الذكر بالخالق . قال الفراء : هو كقول العرب : اشتبه علي الراكب وجمله فلا أدري من ذا ومن ذا ; وإن كان أحدهما غير إنسان . قال المهدوي : ويسأل ب ” من ” عن البارئ – تعالى – ولا يسأل عنه ب ” ما ” ; لأن ” ما ” إنما يسأل بها عن الأجناس ، والله – تعالى – ليس بذي جنس ، ولذلك أجاب موسى – عليه السلام – حين قال له : فمن ربكما ياموسى ولم يجب حين قال له : وما رب العالمين إلا بجواب ” من ” وأضرب عن جواب ما حين كان السؤال فاسدا . ومعنى الآية : من كان قادرا على خلق الأشياء المتقدمة الذكر كان بالعبادة أحق ممن هو مخلوق لا يضر ولا ينفع ; هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه أروني ماذا خلقوا من الأرض .