بهاء المصري؛ كورونا مرض العصر وسباق بشري للقضاء علية
كورونا ذلك الفيروس الذي أصاب العالم بالشلل، وأصبح حديث الساعة عالميًا ومحليًا، فمن يومه الأول أصبح محط كل مراكز الأبحاث والدراسات، سواء كانت الطبية أو الاقتصادية أو غيرها، فقد دأب الجميع على دراسته فى محاولات لمعرفة ماهيته واحتمالات عواقبه، كمدخل لتحجيمه أولًا، ثم القضاء عليه لاحقًا، آملين فى إيجاد لقاح أو علاج، حتى تتثنى للبشر العودة لممارساتهم الوظيفية والحياتية، ولعل مما صحب الأمر تلك التوقعات والتحاليل التى تطلع علينا يوميًا، فقد بان جليًا ومحمودًا أن النخب أصبحت تتسابق فيما بينها؛ لعرض السيناريوهات المتوقعة بعد أزمة الكورونا، والآثار التى قد تترتب عليها، وكأننا خرجنا بالفعل من الأزمة، وأنا هنا لا أبث إحباطًا بقدر ما أفتح أعينكم على الواقع المعزز بالمعلومات، فالحقيقة يا سادة هى أن الفيروس لم تتخط علاقتنا به مرحلة الخطوبة، وما توصلنا إليه علميًا حتى الآن لم يتخط بند التعارف المتبادل، ويؤسفني أبلغكم أن تلك المرحلة ممتدة لمدة لن تقل عن سنة، وأن أغلب ما هو مطروح على الساحة لا يخرج عن كونه تكهنات أو اجتهادات طموحة، لذا يجب علينا أولًا الخروج من حالة الإنكار، التى أصابت الكثيرين، ثم التعامل مع الحقيقة فى ضوء ما ترجحه السيناريوهات، ولنترك ما بعد الكورونا إلى ما بعد الأزمة.