الكوبرا عند قدماء المصريين رمزا للقوة
كتب_ زينب غازي
شهدت الثعابين في الدولة المصرية القديمة قدسية كبيرة على عكس التعامل معها الآن باعتبارها كائنات ترمز للشر.
وتعد “الكوبرا المصرية” أكبر أنواع الكوبرا في القارة الإفريقية، قديما احتلت مكانة خاصة عند المصريون القدماء، وجاءت النقوش والصور في معبد حتشبسوت بمدينة الأقصر، والذي يرجع إلى عصر الأسرة الـ18، لتظهر لنا مدى تقديس المصري القديم لهذه الزواحف، تلك النقوش تظهر نوعان من الصور لهذه الأفعى، أحدها تظهر قرص الشمس مع الكوبرا ورأسها يعبر من خلال علامة “عنخ”، وهو مفتاح الحياة، وأخرى تتقدم فيها على صقر حورس يرتدي التاج المزدوج لمصر الموحدة.
وفي عصر الدولة القديمة كان المصريون يقدسون الكوبرا ويضعوها في مصاف الآلهة، فكانت ترمز إلى الآلهة “واجيت”، التي أطلق عليها الإغريق إسم بوتو، وهي راعية وحامية مصر السفلي، وكانت شعارا على تاج حكامها، وبعد الوحدة مع مصر العليا أصبحت حامية مشتركة للوجهين القبلي والبحري، وهذا ما ظهر جليا في التاج المزدوج، وكانت الآلهة “واجيت” تصور على هيئة امرأة برأس ثعبان، أو على شكل ثعبان برأس امرأة، أو كثعبان كامل، أو كامرأة برأس مزدوج على هيئة ثعابين.
وأصبحت الأفعى الملفوفة، رمزا في التيجان الملكية، حيث تظهر على جبين الفرعون، أما أول تصور لها فكان ذلك في عصر ما قبل الأسرات تظهر فيه على هيئة كوبرا تلتف حول ساق البردي، وهو الشكل الذي ظهرت به في أساطير كثيرة من الحضارات المحيطة بالبحر المتوسط، حتى إنها سُميت بـ”صولجان هرمس”.
ويقول بعض المؤرخون أن كليوباتر السابعة ملكة مصر، عندما سمعت خبر موت حبيبها “ماركوس أنطونيوس” في معركة أكتيوم البحرية، عام 30 قبل الميلاد، انتابها حالة من اليأس والضياع دفعتها إلى الانتحار، وإنها استعانت في ذلك بالكوبرا المصرية، التي لدغتها لدغة قضت عليها، وانهت أحلام أوكتافيوس قيصر الذي كان يأمل أن تسير ملكة مصر في موكب نصرته في روما، لكنه لم يجد سوى جثتها.