كتب_زينب غازي
تحتفل مصر بذكرى انتصار العاشر من رمضان لعام 1973، عندما نجح رجال القوات المسلحة من العبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، ليتحقق أكبر نصر في العصر الحديث واستعادة أغلى بقعة على الشعب المصري.
ذكرى العاشر من رمضان من أعظم انتصارات الجيش المصرى فى أكتوبر 1937، إذ.يضم ملاحم بطولية ويصبح يوما فارقا فى تاريخ العسكرية المصرية.
تم في هذه الحرب انتصار الجيش المصرى على العدو الإسرائيلى، واستعادة أرض سيناء، بعد احتلالها رغم كل المعوقات التى كان يرددها البعض حينها، وكانت تروج لها القوى العظمى، إلا أن الجيش المصرى استطاع تحطيم المستحيل.
ونجد بطولات لرجال حملوا الأمانة حتى جاء نصر العاشر من رمضان، وتروى صفحات بطولاتهم لتسترجع ذكريات الصائمين فى حرب الكرامة لاستعادة الأرض والشرف ولتظل دروس الحرب بكل فخر تلخص منهاج حياة وتؤسس لدليل نسترشد به للطريق نحو النصر، من هذه الروايات بطولات الجنود على الجبهة وهم صائمون.
ويعد انتصار العاشر من رمضان هو الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973م، حيث بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هـ، بهجوم مفاجئ من قبل قوات الجيش المصري على القوات الإسرائيلية في سيناء من جانب، والجيش السوري على القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان من جانب آخر، بالإضافة للدعم العسكري والاقتصادي من بعض الدول العربية.
وجه الجيش المصري ضربته الجوية الأولى، في الثانية من ظهر السادس من أكتوبر 1973 والعاشر من رمضان 1393هـ على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس، إذ تضمنت الضربة الجوية نحو 200 طائرة عبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض للغاية و نجحت الضربة في تحقيق أهدافها.
ودمرت الضربة الجوية الأولى محطات التشويش والإعاقة وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة، وحققت نجاحا حيث لم تخسر سوى 5 طائرات فقط، ما جعل القيادة المصرية تقرر إلغاء توجيه الضربة الثانية والتي كان مخططا لها لكن نجاح الأولى جعل القيادة تتخذ ذلك القرار.
ونجحت القوات المصرية في تحطيم خط بارليف وعبور قناة السويس في ست ساعات منذ بدء المعركة، حيث عمل سلاح المهندسين العسكريين على فتح ثغرات في الساتر الترابي باستخدام خراطيم مياة شديدة الدفع مع إنشاء الكباري لعبور القوات وتعطيل قنابل النابلم التي حصن بها الجيش الإسرائيلي خط بارليف على امتداد القناة.
وأنجزت القوات المصرية عبورها لقناة السويس وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعي، حيث لم تتمكن القوات الإسرائيلية من توجيه أي هجوم مضاد إلا مع حلول 8 أكتوبر بعد حشد قواتها، لكن لم تتمكن تلك الهجمات في يومي 8 و9 أكتوبر من تحقيق أي انتصار على القوات المصرية التي اخترقت عمق سيناء شرق القناة.
وظلت المعارك دائرة، حيث حاولت القوات الإسرائيلية اقتحام الإسماعيلية والسويس وبورسعيد إلا أن المقاومة الشعبية تصدت حتى صدر القرار رقم 338 من مجلس الأمن، الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 أكتوبر عام 1973م، لتبدأ بعدها مصر جولة من المفاوضات بناء على انتصارها العسكري وينجح الرئيس السادات في التوصل لاتفاق السلام وتحرير أرض سيناء.
وأنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، وسيظل هذا اليوم العظيم العاشر من رمضان مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ويظل وساما على صدر المصريين.