فن

ابن شادية الذي  لا يعرفه أحد

كتب – زينب غازي

عاشت الفنانة الراحلة شادية، تحلم طوال حياتها بالإنجاب من أزواجها الثلاثة، وأجهضت 4 مرات خلال زيجاتها، من كل من عزيز فتحي وعماد حمدي وصلاح ذو الفقار.

 أما بالنسبة لزواج شادية وعماد حمدي لم يستمر طويلاً، انتهى بعد ثلاث سنوات لكنهما ظلا صديقين. وعقب مرور سنوات على انفصالهما، جمعهما فيلم “الناس والنيل” إلى جانب صلاح ذو الفقار، ومن إخراج يوسف شاهين.

في ذلك الوقت اقترح عماد حمدي على ابنه نادر، الطالب في معهد السينما، أن يذهب معه إلى أسوان ليشاهد شاهين.

وفي أسوان داخل موقع التصوير وجد الشاب نادر عماد حمدي نفسه فجأة أمام شادية التي لم تتعرف عليه بسهولة.

وقال لها عماد حمدي: تعرفي مين ده يا شادية؟

سألته شادية: مين؟

قال لها عماد حمدي: ده نادر ابني.

فاندفعت شادية وسط دهشة الممثلين والعاملين في الفيلم تحتضن نادر، وتأخذه معها الى غرفتها في الفندق الذي كانت تقيم به في اسوان وهناك فوجئ نادر بأن شادية تطلب منه رقم تليفون والدته فتحية شريف.

وطلبت شادية عبر التليفون زوجة عماد حمدي الاولى وقالت لها: فتحية.. يا ريت تسامحيني على حكاية جوازي من عماد؟

قالت لها فتحية شريف: ياه يا شادية.. انت لسه فاكرة؟ ده كلام بقاله سنين وانتي وقتها كنت صغيرة خالص، سألتها شادية: يعني سماح؟

قالت زوجة عماد حمدي: من كل قلبي، ردت شادية: يبقى لازم نكون اصحاب.

قالت فتحية شريف: واخوات كمان.

وهذا ما حدث بالفعل وتوطدت اواصر الصداقة بين شادية وفتحية شريف وكان عماد حمدي في ذلك الوقت قد ترك بيته وتزوج من نادية الجندي

وكانت شادية تتصل  بفتحية شريف  وتزورها باستمرار واحيانا كان جرس تليفون فتحية شريف يدق في الصباح وتفاجأ بشادية تقول لها: صباح الخير يا فتحية انا نفسي في الطعمية وجاية افطر معاكي وتسرع فتحية الى المطبخ لعمل الطعمية وتحضر شادية وتجلس الاثنتان لتناول الطعمية والمخلل وهما تتحدثان في سعادة.

واعتبرت شادية  نادر عماد حمدي نجل زوجها الفنان الراحل، عماد حمدي، من زوجته الأولى، فتحية شريف هو إبن لها  .

وكانت فتحية شريف تقول لابنها نادر: شادية دي يا ابني زي امك، دي انسانة بنت ناس وقلبها ابيض زي الحليب وهي اللي هتفضل لك بعد انا وابوك ما نموت وصدق احساس فتحية شريف.

وماتت فتحية شريف زوجة عماد حمدي الاولى. وانتقل نادر وزوجته ليعيشا مع والده عماد حمدي والذي كان قد انفصل عن نادية الجندي.

وبدأت صحة عماد حمدي تسوء وخاصة بعد وفاة توأمه الوزير المفوض السابق عبد الرحمن حمدي وأصيب عماد حمدي بحالة اكتئاب شديد واعتزل في البيت ورفض مقابلة الناس، وطال شعره وانسدل على كتفيه.

وكانت شادية كل فترة تتصل بنادر وتقول له: خلي بالك يا حبيبي من بابا.

وعاش عماد حمدي آخر أيام الندم والمرض ثم رحل عن الحياة في هدوء لكن الابن نادر لم تعرف حياته الهدوء من بعدها، كان قد تخرج في معهد السينما وعمل مصورا صحفيا في وكالة أنباء الشرق الأوسط.

ولم تتخل شادية عن نادركانت باستمرار تتصل به وتسأل عنه وعن أولاده الصغار واكبرهم اسمه عماد.

وفجأة توفيت زوجة نادر، وفي نفس اليوم اسرعت اليه شادية واحتضنت أطفاله الثلاثة الصغار واخذتهم معها في سيارتها واشترت لهم كل الملابس ولعب الأطفال التي في محلات الاطفال كلها في القاهرة.

وقبل أن يحين موعد الدراسة كل سنة كانت شادية تشتري لاولاد نادر ملابس المدرسة وتسدد المصروفات الدراسية وفي كل شهر ترسل مع سائقها مظروفا الى نادر ما ان يفتحه حتى يجد فيه أوراقا مالية يقربها من أنفه فيشم فيها بوضوح «المسك» عطر شادية.

 وأصبح نادر عماد حمدي يشعر ان شادية بالفعل هي أمه، وفي بعض اللحظات كان يتذكر فيلمها الشهير الذي تغني فيه لطفلها أغنيتها الجميلة الرائعة «يا ضنايا انت».

ولم يرث نادر عن والده عماد حمدي شيئا لا أموال ولا عقارات ولا حتى الشبه في الملامح، شيء وحيد ورثه عن عماد حمدي القلب الضعيف، فقد مات عماد حمدي بأزمة قلبية.

وذات يوم شعر نادر بآلام شديدة في صدره وعندما فحصه الأطباء قرروا أنه لا بد له من إجراء عملية القلب المفتوح وتغيير اربعة شرايين في قلبه، ولم يعرف نادر ماذا يفعل، لم يكن  يملك غير راتبه من وظيفته وهو بالكاد يكفي تكاليف حياة أسرته.

وارسلت شادية الى نادر مبلغ 10 آلاف جنيه لشراء الادوية المطلوبة في الحال والاستعداد للسفر وبينما هي تجري الاتصالات لإنهاء سفره صدر فجأة قرار من الدولة بسفر نادر لإجراء الجراحة في الخارج على نفقة الدولة.

يقول نادر عماد حمدي: كلما ضاقت الدنيا في عيني وكلما شعرت بأنني مخنوق تكون هناك دائما «ماما شادية» وكلما تولاني اليأس وشعرت بأنني وحيد في هذه الدنيا امد يدي الى سماعة التليفون واطلبها.

وقال نادر عماد حمدى  في حوار صحفي إنه ارتبط بعلاقة نادرة جداً مع والدته الثانية شادية  واصفاً إياها بالعلاقة الروحية التي تتجاوز كل معاني الحب والتسامح والرحمة والعطف.

كما كان نادر أول من يقوم لتهنئتها بعيد الأم وعيد ميلادها من كل عام، وفي مرضها الأخير فكان بجانبها ويتلقى التكريم بالنيابة عنها. 

بوابة مصر

جريدة بوابة مصر الأخبارية | أخبار يومية | تقارير أسبوعية | كل ما يخص المواطن المصري والعربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى