تاريخ

السلطانة التركية.. عاشت في ملجأ الغرباء وإنتحرت في نهر النيل

كتب_ زينب غازي

امرأة كان لديها  مال وجاه وسلطان، لكنها الأيام قست عليها، وأصبحت نهايتها مأساوية، الكلام هنا عن انشراح هانم أو السلطانة سنية زوجة السلطان العثماني محمد السادس.

ولدت سنية هانم عام ١٨٨٩م وهي شركسية ووالدها زكريا بك من عائلة معروفة، إذ عرفها السلطان وحيد الدين، رآها تتنزه مع خالها في بستان قصره، فأعرب له عن رغبته في الاقتران بها، وكانت زوجته الثانية، ولكنها افترقت عنه بعد خمس عشرة سنة.

في رواية أخرى تقول، إن  اللقاء الأول بين سنية والسلطان كانت في السابعة من عمرها، حينما رافقت أمها التي كانت صديقة لوالدة السلطان، وهناك وقع نظر السلطان عليها وتعهدها بالرعاية والتربية وبلغ اهتمامه بها أنه من كان يخلع أسنان طفولتها اللبنية بنفسه”.

ولما شبت وبلغت الثالثة عشرة من عمرها تزوجها في ٢١ ذي الحجة ١٣٢٤ هجرية ( عام ١٩٠٧م).

و انفصلت عن السلطان بسبب استبداده بينما كانت تعشق الحرية ومبادئها وهو ما خشي منه السلطان أن يتسرب لسكان قصره، فأقامت منفردة بين قصرين في الصيف والشتاء.

ورتب لها السلطان بعد الانفصال مرتبا شهريا بقيت تتناوله حتى اعتزاله ورحيله إلى الآستانة ومعه أخاها “زكي بك “.

 ووهنت صحتها فسافرت إلى إيطاليا ومنها جاءت إلى مصر لتقيم بها طويلاً، ولكن السلطان مات أثناء ذلك وقطع عنها الراتب ونفذ ما معها .

 و ضاقت بها الحياة في مصر، وحاولت أن تشتغل بالتصوير لتعيش، ولكنها لم توفق في عملها واشتد بها الفقر، وكانت تطاردها الهواجس أن هناك جواسيس يتبعونها و ينقمون عليها اشتغالها بالسياسة وقت سلطنة زوجها ويبغون إيذائها، فلجأت إلى أحدى الكنائس تطلب مأوى تقيم به بقية أيامها، ولكن رئيسة الكنيسة أرسلتها إلى ملجأ الغرباء، فأقامت به تقاسي مرارة اليأس والأحزان حتى تملكها اليأس.

 وألقت بنفسها في النيل في سبتمبر، ١٩٢٦م، لكن بوليس الدورية وأحد أصحاب المراكب نجحا في إنقاذها وأعيدت إلى الملجأ.

ونشرت الصحف وقتها خبر عن محاولة إنتحارها، فسعى محمود صدقي باشا محافظ العاصمة في صرف مرتب لها من وزارة الأوقاف وخرجت  من ملجأ الغرباء، واستأجرت منزلاً بسيطا بحلوان شاكرة له صنيعه “لأنه صان شرفها”.

أما عن نهاية السلطانة يقال أنها نجحت في الانتحار أخيرا بإلقاء نفسها في مياه النيل في ١٠ يونيو ١٩٣٠م، وتوفيت عن عمر ناهز الـ 43 عاما ونقل جثمانها بعد سنوات لتدفن في مقبرة أمير سلطان في مدينة بورصة التركية.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى