تاريخ

رأس البر.. مدينة بمصر شاهدة على الحملات الصليبية

كتب_ زينب غازي

تعد مدينة «مرج البحرين» أو رأس البر حاليا من المصايف المتميزة في مصر، حباها الله موقعا فريدا عند التقاء نهر النيل بالبحر الأبيض المتوسط فى منظر نادر، وهو عبارة عن جزيرة على شكل مثلث رأسه منطقة اللسان وضلعه الشرقي نهر النيل، والغربي البحر الأبيض المتوسط، وقاعدته القناة الملاحية لميناء دمياط.

وتمتاز المدينة بوجود عدد من المزارات الجميلة، من أهمها منطقة اللسان، وفنار رأس البر التى شيدت عند شاطئ البحر المتوسط لترشد السفن ليلاً، والتى شهدت المنطقة المحيطة بها تطويرا جعلها مزاراً مهماً.

وتشهد رأس البر على أحداث تاريخية هامة تتعلق بالحملات الصليبية ففي عام 1169م وصلت إلى ساحل دمياط أساطيل الصليبيين ونزلوا إلى البر في منطقة رأس البر، ثم حاصروا مدينة دمياط ثلاثة وخمسين يوماّ وقاتلهم صلاح الدين إلى أن أجلاهم عن دمياط.

وفي يونيو عام 1218م وصل أسطول ضخم أمام رأس البر يحمل نحو سبعين ألف مقاتل بقيادة جان دي برين ثم نزلت إلى جزيرة دمياط وعسكروا أمام المدينة 6 أشهر ودخلوها في نوفمبر 1219م، وانتهت بخروج الغزاة من دمياط بعد أن قضوا فيها وعلى شواطئها ثلاثة سنوات وأربعة أشهر.

وفي يونيو 1249م وقف أمام رأس البر أسطول كبير يحمل لويس التاسع وجيشه ثم نزلوا إلى رأس البر وزحفوا إلى دمياط، وعبروا الجسر واستولوا عليها لينتهي ذلك الحدث بهزيمة الصليبين وأسر لويس التاسع وجلاء الحملة عن سواحل رأس البر و دمياط.

وكان التجار يفدون إلى رأس البر لمقابلة سفنهم العائدة من رحلاتهم، وهنا شاهدوا أول طلائع المصيف ممثلة في هؤلاء المتصوفين واستمر الجميع في هذا المكان الهادئ الجميل الذى يبعث في النفس روعة التأمل وطمأنينة التعبد.

وفى عام 1883م جاء رأس البر العالم الألماني “كوخ” الذي انتدبته الحكومة المصرية على أثر انتشار الكوليرا بمصر وزار رأس البر وكتب عنها في تقرير له “إن مصيف رأس البر قد يصبح يوماّ ملك المصايف وأشهرها” إذ يمتاز بموقعه الجميل وهوائه النقي الجاف وشواطئه الذهبية وبعده عن الضوضاء وهو أقل رطوبة من جو الشواطئ المصرية الأخرى وتكثر في هوائه كمية ”اليود”.

وهذا التصريح كان الدافع الأكبر للعديد من الأثرياء الأجانب للتوافد على المنطقة واستغلالها، ففي عام 1891م أنشأ رجل فرنسي اسمه “بكلان” فندق أصلان و في عام 1891 أنشأ رجل فرنسى اسمه “بكلان” وسيدة فرنسية تدعى “كورتيل” مطعماً وباراً قرب طابية الشيخ يوسف، ودفع آخرين لبناء عدد آخر من الفنادق.

في عام 1902م وضعت للمصيف أول خريطة هندسية بسيطة موضحاً بها مواقع العشش وأرقامها والأسواق وغيرها، وتقرير تأجير أرضه، وإضاءة طرقه بالفوانيس وتسيير مراكب نيلية لنقل المصطافين والبريد من دمياط إلى رأس البر والعكس.

بعد ذلك أصبح المصيف المفضل لأحفاد الخديوي إسماعيل، وأم المصريين صفية زغلول، وكذلك للعديد من الفنانين ومشاهير الزمن الجميل، وخاصة أم كلثوم وأسمهان وسليمان نجيب ويوسف وهبي وفريد شوقي ومحمد الموجي والشيخ محمد متولي الشعراوي والكاتب محمد التابعي والكاتب مصطفى أمين، الذين حرصوا جميعا على تسجيل لحظاتهم في رأس البر بالصور.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى