تاريخ

بوابة بحى الجمالية شيدت لغرض أمني أثناء حكم محمد علي

كتب_ زينب غازي

بوابة بيت القاضي إحدى معالم منطقة الجمالية وهي ممر داخل بناء مقوس، تبدأ من خان جعفر المجاور للمشهد الحسيني، إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي.

سمى بيت القاضي، لأنه كان سكناً لقاضى المحكمة الشرعية التي اتخذت من مقعد الأمير ماماى المجاور لها مقرا لها، و شيدت بوابة البيت في القرن 13هـ ـ 19م بغرض أمنى، ولحماية مصر من أى هجمات من الأعداء.

ويقع شارع بيت القاضي في منتصف شارع المعز، وهو من أحد أهم وأشهر مناطق شارع المعز، والجمالية وهو الرابط بين كلًا من الجمالية والحسين وشارع المعز، وهو الشارع المواجه لمجموعة السلطان المنصور قلاوون الشهيرة.

وقد كان الشارع في الأصل جزءً من قصر الزمرد الفاطمي، وقصر الزمرد هو جزء من القصر الشرقي الكبير وكان قصرا عظيم البناء على مساحة 70 فدانًا.

وفي العصر المملوكي تحول قصر الزمرد إلى إسم سيدة اسمها “تتر الحجازية” وهي ابنة السلطان المملوكي البحري الشهير الناصر محمد بن قلاوون.

وقامت تتر ببناء مدرستها وقصرها في هذا المكان، ثم جاء جمال الدين يوسف الإستادار، أيام السلطان برقوق واستولى عليه، وتحول القصر إلى سجن.

وجاء الأمير “ماماي السيفي” أحد أكابر أمراء السلطان المملوكي الأشرف قايتباي وبنى قصره في هذا المكان عام 1496م، وقد اشتهر ماماي بدوره المهم فى إتمام الصلح بين الدولة المملوكية والدولة العثمانية في أواخر القرن الخامس عشر.

وبعد وفاة السلطان قايتباي، كثرت الفتن بين الأمراء المماليك وتوترت الأحوال السياسية الداخلية، حتى وقعت فتنة عام 1497م، وقتل فيها أتباع السلطان وكان من بينهم الأمير ماماي، وتم هدم جزء كبير من القصر، ولم يتبق سوى المقعد الذي تدل فخامته وكبر حجمه على مدى فخامة وسعة القصر نفسه.

وفي العصر العثماني أصبح مقعد ماماي مقرًا للمحكمة الشرعية، حيث اتخذ قاضى العسكر منه سكنا له بالأعلى، ومن المقعد مقرا لجلساته وحجز المتهمين وتنفيذ الحكم عليهم أيضًا، لذلك أطلق على المقعد اسم بيت القاضي.

أن تلك المحكمة لعبت دورا كبيرا في الحياة السياسية المصرية، خلال العصر العثماني، حيث كانت المكان الذي تتجمع أمامه الانتفاضات والثورات الشعبية ضد الولاة العثمانيين.

كما شهدت هذه المحكمة اجتماع ممثلي الشعب المصري من العلماء والأشراف ونقباء الطوائف والحرف في عام 1805م، وقاموا بخلع الوالي العثماني ومبايعة محمد علي باشا لتولي حكم مصر بالشروط التي اتفقوا عليها. وكان هذا الحدث في غاية الأهمية، حيث كان لأول مرة في تاريخ مصر الحديث يختار الشعب حاكمه بنفسه بالشروط التي وضعها.

واستمرت المحكمة الشرعية في هذا المكان حتى عام 1900، حين انتقلت إلى منزل محمود سامي البارودي في الحلمية الجديدة، ثم في 1925 قامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميم المقعد وإعادته إلى أصله.

وقد أقيمت على بداية الشارع بوابة بيت القاضي التي يذهب البعض إلى أنها بنيت خلال فترة حكم محمد علي باشا (1805-1848م)، وقد شيدت هذه البوابة لغرض أمني.


وفي عهد الخديو إسماعيل قام باستغلال فناء قصر ماماي وحوله إلى ميدان، وقام بفتح شارع بيت القاضي في عام 1873م ليصل شارع المعز بشارع الجمالية، نظرًا لافتتاحه مجلس الأحكام أي محكمة الاستئناف في الميدان.

ثم بعد ذلك تم تشغيل خطوط أتوبيس هيئة النقل العام وكان ميدان بيت القاضي موقف لها، وفي أحد الأفلام القديمة إنتاج ما قبل عام ١٩٥٦م، يظهر أتوبيس نقل عام عليه لوحة “بيت القاضي”، وألغيت هذه الخطوط في عام ١٩٥٦م، وحاليًا هو مركز لبيع الموازيين في الجمهورية كلها.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة