تاريخ

بيت “الست وسيلة” من أهم المعالم التاريخية بمصر

كتب_ زينب غازي

«بيت الست وسيلة» التاريخي، يقع خلف الجامع الأزهر، متفرع من شارع المعز لدين الله الفاطمي التاريخي، والذي يعتبر أحد أهم المعالم الإسلامية المشيدة بمصر.

ويمتاز البيت بجمال تصميمه وروعة بنائه، ما يجعله نموذجا فريدا للعمارة .

وأنشأ هذا الصرح عام 1664 ميلادية، كما هو موضح بالنص التأسيسى المثبت فى سقف المقعد الصيفى للبيت، وتوارد على المنزل مُلاك كثيرون تركوا به بصمات تدل على عصور تاريخية هامة، ويستند البيت على مجموعة أثرية إسلامية بينها “بيت زينب خاتون”، و”بيت الهراوي” و”وكالة السلطان قايتباي” .

تم تصميم مدخله بطريقة لاتجرح الضيوف ثم يفتح بعد ذلك على «الصحن» أو الحوش، الذى يحتوى الحجرات التى كانت تمثل مرافق المنزل وإستخدمت كمخازن للحبوب وإسطبل خيل وطاحونة وحجرة للخدم ومندرة ويمين الباب توجد بئر المياه.

الست وسيلة هي بنت عبدالله كانت جارية لدى زوجة الأمير سليمان أغا، الذي ترقى في المناصب إبان عهد محمد علي باشا (حاكم مصر 1805- 1848)، إلى منصب “السلحدار” وهو منصب “المسؤول عن السلاح” آنذاك.

وأطلق عليها لقب “المعتوقة البيضاء”، للدلالة على كونها جارية وأعتقت، والبيضاء تعني أنها كانت من الجواري البيض، ولا يُعرف تحديدا مكان ولادتها ونشأتها.

ساعدت شقيقتها زينب خاتون، في إيواء الثوار المصريين، بمنزليهما المتجاورين، أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، و«خاتون لقب بمعنى الشريفة بعد زواجها من أحد الأمراء المماليك»، ونسب البيت إلى «الست وسيلة» التي توفيت عام 1835، كونها آخر من سكنه، منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي.

صمم البيت من الحجر على الطراز الإسلامي، ويحتفظ بخصوصية سكانه، إذ أن مدخله منكسر حتى لا يرى الزائر أو الضيف أركانه وغرفه المختلفة، ومدخل البيت الذي ينخفض مستواه عن سطح الشارع بنحو متر تقريبا، يؤدي إلى صحن واسع يتخلل المنزل.

وفي الطابق السفلي، يوجد بئر مياه، وقاعة استقبال تم تحويلها إلى مسرح صغير يحتضن حاليا أعمال وتدريبات فنية وحفلات غنائية وموسيقية بشكل دوري، وتطل على القاعة مجموعة من المشربيات «شبابيك خشبية صممت من زخارف فن الأرابيسك»، ومن خلالها كانت النساء يسترقن السمع إلى المطربين والشعراء.

ويضم الطابق الثاني للبيت قاعة متوسطة، وغرف نوم وأخرى للملابس، تفصل بينها ممرات ضيقة، وحمامًا يتكون من جزأين هما المغطس “مكان الاستحمام”، والموقد الذي تشعل فيه النيران لتسخين المياه، وعلى جدران البيت نقشت لوحات زيتية، تمثل الأماكن المقدسة ومساجد .

ويضم شرفة كانت تسمى “المقعد الصيفي” تطل على مدخل البيت، نقشت لوحة كبيرة، وتعلو البيت قبتان يعلوهما غطاء هرمي وظيفته الإنارة، فيما يحتوي السقف على العديد من النقوش .

والجدير بالذكر أن بيت الست وسيلة يتبع حاليا صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية، تحت ملكية المجلس الأعلى للآثار، يعتبر مزارا أثريا وثقافيا بما يسمى بيت الشعر.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى