باب زمان

حكاية عدى النهار.. والمغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر

كتب_ زينب غازي

عبر عبد الحليم حافظ عن حالة الألم التي سببتها النكسة (5 يونيو 1967) للشعب المصري، بكلمات «عدى النهار.. والمغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر.. وعشان نتوه فى السكة.. شالت من ليالينا القمر».. بهذه الكلمات، التى كتبها الأبنودي، ولحنها بليغ حمدى.

أثناء حرب 1967 كان الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، في مبنى الإذاعة المصرية يقدم مجموعة من الأغاني من كلمات الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، وألحان كمال الطويل منها «ابنك يقولك يا بطل»، «اضرب..اضرب»، و«راية العرب»، وكلها أغاني وطنية لبث الحماس في القلوب.

وأصيب عبدالحليم، مثل كل  المصريين بصدمة كبيرة عندما علم نتيجة الحرب التي انتهت بهزيمة كبيرة للجيوش العربية، ومما عمق هذه الصدمة أن البيانات الرسمية من الإذاعة المصرية كانت تعطي بيانات عن المعركة منافية للحقيقة.

وبدأ الأبنودي، تأليف هذه الأغنية من وحي اللحظة في حضور عبدالحليم، بدء بعبارة «عدى النهار»، حتى وصل إلى عبارة «أبو النجوم الدبلانين»، لكنه توقف إلهامه بعد ذلك، فاقترح عليه عبد الحليم عبارة «أبو الغناوي المجروحين»، فاستأنف الأبنودي بعد ذلك التأليف.

وأسند عبدالحليم، تلحين هذه الأغنية إلى بليغ حمدي ، ولم يكن قد لحن له أغنية وطنية قبل ذلك، وقد لحنها بشكل يختلف عن أغانيه العاطفية التي كان يلجأ فيها غالبًا إلى الطريقة الشعبية في التلحين.

وغنى العندليب  في حفلته التاريخية أمام 8 آلاف شخص في قاعة ألبرت هول في لندن لصالح المجهود الحربى لإزالة آثار العدوان، و قدم عبدالحليم في هذا الحفل أغنية «المسيح»; كلمات عبدالرحمن الأبنودي، وألحان بليغ حمدي، وغنى في نفس الحفل أغنية «عدى النهار»، وهي أيضا للأبنودي وبليغ، وهي واحدة من أبرز أغاني حفلات عبدالحليم على مدار تاريخه الطويل.

تقول كلمات الأغنية:

عدّى النهار والمغربية جاية

تتخفى ورا ظهر الشجر

وعشان نتوه فى السكة   شالت من ليالينا القمر

وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها

جانا نهار مقدرش يدفع مهرها

ياهل ترى الليل الحزين أبو النجوم الدبلانين

ابو الغناوي المجروحين

يقدر ينسيها الصباح   أبو شمس بترش الحنين

ابدا… بلدنا للنهار… بتحب موال النهار

لما يعدي في الدروب

و يغني قدّام  كل دار

والليل يلّف ورا السواقي  زي ما يلف الزمان

وعلى النغم …تحلم بلدنا بالسنابل والكيزان

تحلم ببكرة واللى حيجيبه معاه

تنده عليه فى الضلمة و بتسمع نداه

تصحى له من قبل الادان

تروح  تقابله فى الغيطان

في المتاجر فى المصانع

فى المدارس و الساحات

طالعة صحبة صفوف جنود

طالعة له رجال أطفال بنات

كل الدروب واخدة بلدنا للنهار

واحنا بلدنا للنهار بتحب موال النهار

لما يعدي في الدروب

ويغني قدام كل دار

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى