“خان جعفر”.. منطقة عمرها ألف عام
كتب_ زينب غازي
“خان جعفر” من أجمل الأماكن في منطقة الجمالية بمصر التي تجعلك تدخل باب عبق التاريخ عندما تسير فوق أرضيته وتمشي بتلك المنطقة وتشاهد بيوتا جميلة مزينة بزينة تراث الزمن الجميل، وهو عصر الفاطميين منذ 1000 عام.
وتعود تسمية الشارع قديما إلى الأمير جعفر أغا وكان أحد أمراء المماليك الجراكسة، وبنى ذلك الشارع وجعله مكانا لاستراحة المسافرين والتجار، ومنذ ذلك الوقت أطلق اسمه على الشارع والذي يتميز بالعديد من الأبواب والجدران، والتي تعتبر من أهم الأماكن الأثرية في مصر، وتعد من المناطق المميزة التي تزال تحافظ على شكلها حتى الآن، وتعني كلمة “خان” مبنى مربع كبير وسطه ساحة تشبه الوكالة.
تعد خان جعفر من أكثر المناطق المميزة في مصر والتي لن تتكرر كثيراً، برغم من كثرة المناطق الأثرية إلا أن خان جعفر تمتلك أكبر مجمع للتراث الأثري الأصيل، حيث يبدأ الشارع من امتداد عريض من سور القاهرة عند بابي الفتوح والنصر وأثناء زيارة الخان تصادف باب زويلة و المغربلين والسروجية وكذلك سوق السلاح وباب الوزير.
وستمر بالعديد من الأماكن الأثرية مثل قلعة صلاح الدين الأيوبي والتكايا والأسبلة والخانقاوات والوكالات، لذلك يظل المكان الأثري الذي يشمل الكثير من الأماكن التاريخية الأصيلة، وأكثر ما يلفت نظر أي زائر هو شكل البيوت القديمة التي تتخذ شكل تراث العصور القديمة، والتي تحافظ على شكلها القديم.
يشتهر بلاط خان جعفر بـ “البلاط البازلتي” والذي يعود إلى العصر الأيوبي، ويعد الاسم القديم لخان جعفر على اسم السلطان نجم الدين الأيوبي وذلك عندما أمر ببناء المدرسة الصالحية، وكان يعرف عنه بحبه الشديد للبناء والعمارة وتشييد المباني المختلفة، وأمرت زوجته بدفنه تلك المنطقة بعد وفاته، وأكملت مسيرتها في البناء وتشييد العديد من المباني.
ويعود عمر تلك المنطقة 1000 عاما أي يعتبر من عمر القاهرة منذ إنشائها، والمميز بها احتوائها على الأبواب الخشبية التي على شكل بوابات باللون الفيروزي.
بالرغم من مرور 1000 عام على تشييد تلك المنطقة إلا أنها استطاعت الحفاظ على الحوائط التي تحمل آثار العبارات الصوفية التي انتشرت في العصر الأيوبي، وكان يوجد خلف كل تلك الأبواب سبيل مياه والدواوين والكتاتيب التاريخية، يعتبر كل ذلك أهم ما تتميز بها منطقة “خان جعفر”.
