فن

في ذكري ميلاده..محطات في حياة الموسيقار الراحل “بليغ حمدي”

كتب – ريهام خالد

تحل اليوم ذكري ميلاد الموسيقار الراحل بليغ حمدي، الذي ولد في حي شبرا بالقاهرة، يوم (7 من أكتوبر) 1931، ليبلغ عمره 91 عاًم، عزف  أكثر من 200 لحن إلى الآن مازال يتكرر وربما أكثرهم تأثيرًا في قلوب الناس.

بداياته الفنية

أقنع محمد حسن الشجاعي مستشار الإذاعة المصرية وقتها بليغ حمدي بأحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات، لكن تفكيره كان متجهًا صوب التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل هما “ليه لأ / ليه فاتني ليه” تبعتها أغنية ما “تحبنيش بالشكل ده” لفايزة أحمد، توطدت علاقته بالفنان العظيم الموسيقار محمد فوزي، الذي أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة “مصر فون” التي كان يملكها، وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ “تخونوه”.

بليغ حمدي وكوكب الشرق أم كلثوم

يعد الفنان محمد فوزي هو أول من قدم بليغ حمدي لأم كلثوم، فقد كانت أم كلثوم تريد أن تخرج أو أن تتحرر قليلًا من اللون السنباطي لذا فقد طلبت من محمد فوزي أن يلحن لها إلا أنه إعتذر بكل ادب ولباقة وقال لها: (عندي ليكي ملحن يجنن مصر حتغني ألحانه أكتر من 60 سنه قدام)، فكان اللقاء الأول في حفلة في منزل الدكتور زكي سويدان أحد الأطباء المعالجين لأم كلثوم،

وهناك بدأ بليغ في تلحين الكوبلية الأول وهو جالس على الأرض وسط ذهول الحاضرين فما كان من أم كلثوم إلا أن فعلت مثله وجلست بجواره وتطلب منه بعد تلحين أول كوبليه أن يكمل اللحن ولكنة قال أنه لم يكمله فقالت له إنها سوف تتصل به ويكون قد جهز اللحن، ليشاء القدر وتغني أم كلثوم أغنية “حب إيه” في ديسمبر 1960 وتحقق نجاحًا ساحقًا وفيما يلي ما لحن بليغ لأم كلثوم.

“سيرة الحب”، ديسمبر 1964، وهي من أحب ما لحن بليغ لأم كلثوم ويقال إنه وهو على فراش المرض أخذ العود وأخذ يدندن بسيرة الحب وهي من كلمات مرسي جميل عزيز.

بليغ حمدي و أم كلثوم

وردة في حياة بليغ


أحب بليغ وردة الجزائرية، وتم الزواج بينهما عام 1972 وخلال هذه الفترة لحن لها الكثير من الأغاني لعل أبرزها “العيون السود، خليك هنا، ليالينا، وأحبك فوق ما تتصور” وغيرهم من الأغاني. رغم حبه الشديد لها إلا أن رغبته في الحرية والسفر والموسيقى كانت تمنعه عن الإلتزام بطقوس الزواج وعاداته.

عاش بليغ حمدي حياة بوهيمية نوعًا ما فكان يسافر فجأه ويختفي دون إخبارها عن مكانه، يعبر عن رغبته في أن يكون أبًا، ينسى كثيرًا، ينشغل بألحانه وموسيقاه، ثم يعود ويكرر رغبته في الحصول على طفل، وتنزعج وردة من كل هذا، فيعدها بليغ بالتغيير، في الوقت الذي أدركت فيه وردة أنها لن تستطيع أن تكمل حياتها بهذه الطريقة، أنفصلا وفشلت الوسطات في مصلاحتهما.

بليغ حمدي و ورده

حب بليغ حمدي لمصر


يُعد بليغ حمدي من أكثر الموسيقيين تلحينًا لمصر، كما كتب وغنى بعض الأغاني لمصر بنفسه منها “عدى النهار” التي أصبحت رمزًا لفترة النكسة، و أغنية “علي الربابة بغني” من غناء الفنانة ورده الجزائرية أصبحت بعدها رمزًا لحرب أكتوبر، لكن أشهر أغانيه الوطنية هي أغنيه “يا حبيبتي يا مصر” من غناء الفنانة شادية.

وفاته

توفى بليغ في (12 من سبتمبر) 1993، عن عمر يناهز 62 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض الكبد، ونعته الأهرام في صبيحة اليوم التالي بقولها “مات ملك الموسيقى”، وأعلنت وزاره المالية المصرية أنها بصدد طبع عملة تذكاريه بأسمه إلا أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة ولم ينل بليغ من التكريم في حياته أو بعد مماته ما يوازي كونه أفضل من أنجبت الموسيقى العربية على الإطلاق ولم تتعرف الأجيال الجديدة من الشباب الذين يسمعو أغانيه في كل وقت عن الملحن العبقري الذي وضعها.

ومن عدة سنوات قامت المطربة اللبنانية “رولا سعد” بإعادة غناء أغنية “يانا يانا” مع مطربتها الأصلية الفنانة “صباح” بعد أكثر من 40 عامًا على غنائها ويشدو العالم العربي كله مع صباح ورولا بهذه الأغنية.

بوابة مصر

جريدة بوابة مصر الأخبارية | أخبار يومية | تقارير أسبوعية | كل ما يخص المواطن المصري والعربي.

مقالات ذات صلة