ورث مصر من التقاليد فى العهد الفاطمي
كتب – زينب غازي
اتسم كل عصر من العصور التى مرت على مصر، بسمة تميزه.
وتعد الدولة الفاطمية أو الخلافة الفاطمية هي إحدى دولِ الخِلافة الإسلامية التى مرت على مصر وحكمت الوطن العربي، شمل ملكهم الذي دام من سنة 909 ل 1171 المغرب ومصر والشام وانتهت على يد الحاكم العادل الأيوبي صلاح الدين ، الذي قام بإنهاء الدولة الفاطمية.
وعاش الفاطميون حياة ترف وبنوا القصور فكان لهم في القاهرة قصران، أحدهما التابع للشرق، وقد استعمل الفاطميون الصخر المنحوت للمرة الأولى في واجهات المساجد بديلا من الطوب، وترك الفاطميون في وقت حكمهم آثار عديدة معمارية، كتأسيس مدينة القاهرة على ضفة النيل، وجعلوا منها عاصمة دولتهم وبنوا لها أربعة أبواب، فى السور الشمالي باب النصر و باب الفتوح ، و فى السور الشرقى باب البرقية و باب القراطين ، و فى السور الجنوبى باب زويلة و باب الفرج ، و فى السور الغربى باب سعادة وباب القنطرة.
ورثت مصر تراثا هائلا من التقاليد فى العهد الفاطمي ، خاصة طقوس شهر رمضان، من فرش سجاجيد جديدة وتعليق القناديل ،خصصت الدولة مبلغ مالي لشراء البخور الهندي والكافور والمسك الذي يصرف لتلك المساجد في شهر الصوم، كان يتم عرض أنواع الحلوى مثل “القطايف” و”الكنافة”، ومن أشهر الأسواق التي كانت تنشط فيها الحركة التجارية خلال رمضان، سوق الشماعين بالنحاسين، كان موسما لشراء الشموع ووضعها فى الفوانيس التي يحملها الأطفال وهم يغنون بعد الإفطار حتى صلاة التراويح، أما “سوق الحلاوين”، فكان من أبهج الأسواق بالنسبة للمصريين في ذلك الوقت، كان يصنع فيه أشكال خيول وسباع من السكر تسمي “العلاليق”.
وكان هناك أيضا سوق السمكرية داخل باب زويلة “بوابة المتولي بالغورية”، يمتلأ بالياميش، ووكالة “قوصون” شارع باب النصر التي ترجع مقر تجار الشام ينزلون فيها ببضائع من الزيت والصابون والفستق والجوز واللوز والخروب، وعندما خربت وكالة “قوصون” في القرن التاسع انتقلت تجارة المكسرات إلى وكالة “مطبخ العمل” بالجمالية، وكانت مخصصة لبيع أصناف النقل كالجوز واللوز.
وبدأ العصر الفاطمي فى التدهور حيث تعرضوا لحملة اضطهادات ففروا للمشرق واستقر الوزير الأفضل الجمالي ابن المستعلي وهو أبو علي المنصور في منصب الخلافة، و لم يتخطى الخامسة من عمره، ولقبه بـ الآمر بأحكام الله، وحجر عليه واستقل بتدبير شؤون البلد، وهنا بدأ عهد زوال البلد الفاطمية بوجود الوزراء المتحكمين بالسلطة.