قصة وعبرة مع الأعلامي مصطفى مبارك
يحكى أن : جلس رجل ﻋﻠﻰ شاطئ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﻼً قبل ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻮﺟﺪ كـيساً قد ﻣُﻠِﺊَ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﻩ .. ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻭأﺧﺬ ﺣﺠراً ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭأﻟﻘﺎه ﻓﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻓـأعجبه ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﻩ ﻭﻫـي ﺗُﻘﺬَﻑ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻣﺮةً أﺧﺮﻯوظل يقذف الحجارة ﻓـي ﺍﻟﺒﺤﺮ ؛ ﻷنَّ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀﻛﺎﻥ ﻳُﺴﻌِﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟرجل …ﻭﻛﺎن ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ٱﻗﺘﺮﺏ ﻭﺑﺪأ ﻳﺘﻀﺢ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺠﻮﺍﺭه ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺑﻘِـيَ ﻓـي ﺍﻟﻜﻴﺲ إلّا ﺣﺠراً ﻭﺍﺣﺪاً ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺮﻗﺖﺍﻟﺸﻤﺲ ..ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ إﻟﻰ ﻫﺬا ﺍﻟﺤﺠر ، ﻓﻮﺟﺪه “ﺟﻮﻫﺮﻩ” ﻭٱﻛﺘﺸﻒ أن ﻛﻞ ﻣﺎ أﻟﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎﻧﺖ “ﺟﻮﺍﻫﺮ”ﻭﻟﻴﺲ ﺣﺠﺎﺭﻩ ..ﻭﻇﻞَّ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻨﺒﺮﻩ ﻧﺪﻡ :ﻳﺎ ﻟﻐﺒﺎﺋـي ﻛﻨﺖ أﻗﺬﻑ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻋﻠﻰ إﻧﻬﺎ ﺣﺠﺎﺭﻩ ﻷﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ!!ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻴﻬﺎ هكذا ..كلنا ذلك الرجل :- ( كيس ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ) ﻫﻮ العمر الذي نلقي به ساعه وراء ساعه دون فائده ..– (ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ) هو متاع الدنيا الزائل وشهواتها ..– ( ظلام الليل ) هو الغفله– (ظهور الفجر ) ظهور الحقيقه وذلك عند الموت حيث لا رجعهمن الآﻥ ﻛﻦ ﻳﻘِـظاً ، ولا تضيع أوقاتك وجواهرك بلا فائده فتندم حيث لا ينفع الندم …