حقوق انساندينى

وعند الله تجتمع الخصوم

نسمع كثيرا بالأشخاص المظلومين في حياتهم، فمنهم من يُظلم في بيته، أسرته، عمله، وللظلم أشكال مختلفة فقد تكون بكلمة أو نظرة أو مجاملة باطلة أو بشهادة زور أو تدليس في الآراء والمواقف.

وإن لم تكن أنت قادرا على أخذ حقك حينها تنتظر نصر الله وستكتفي بذكر «حسبي الله ونعم الوكيل»

إن لم تجد عدلا في محكمة الدنيا، ارفع أمرك لمحكمة الآخرة، فالشهود الملائكة والقاضي أحكم الحاكمين، يقول الله تعالى «وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين» ومن عدالته -عز وجل- أن هناك يوما للقيامة نقف فيه أمام الله –تعالى- ويعطي لكل مظلوم حقه.

لا تحزن أيها العبد، فربك أعدل العادلين، ولا يظلم ربك أحدا «كل ساقٍ سيسقى بما سقى، الظالم بما ظلم، والشامت بما شمت، والمسيء بما أساء»

في هذه الحياة هناك من يستغل نفوذه وسلطته في ظلم الآخرين، كما أنه يتلذذ في مشاهدة استمرار وقوع الظلم عليهم، ويطلب من بطانته معاونته لتوسيع نطاق الظلم عليهم، كما أنه يستمتع بمن ينقل له أخبارهم ومشاعرهم ومدى تأثرهم.

لقد تناست هذه البطانة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من مشى مع ظالم ليعينه، وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام»

قد يرتفع الظالم، ولكن هذا لا يعني غفلة الله عنه، فكلما زاد الارتفاع كان السقوط مرعبا، فاحترس أن تؤيد ظالما ولو بقلبك، فتكون شريكه في المصير والعقاب وتنالك دعوات المظلومين.

ومن أكثر القصص التي سمعناها عن الظلم شهرة، عندما حبسَ هارون الرَّشيد أبا العتاهية ظلما فكتب له أبو العتاهية على جدار السجن «إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمعُ الخصومُ»

تذكر أيها الظالم قدرة الله عليك، قال الله تعالى «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار» ولننظر كيف استجاب الله سبحانه وتعالى لنوح عليه السلام «فدعا ربه أني مغلوب فانتصر»

يقول الشافعي، آية من القرآن سهم في قلب الظالم، وبلسم على قلب المظلوم، قيل وما هي؟ فقال: قوله تعالى «وما كان ربك نسيا»

قل للذي آذاك، إن حقي عند الله، وما عند الله آتٍ، وهنا نتذكر كلمات الشاعر جهاد جحا:

كم ظالم عبر العصور قد انقهر *** إن الظلوم لخاسر ولو انتصر

الله يمهل من بغى فلتصطبر *** فلسوف يغدو عبرة لمن اعتبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى