مصري..أشهر مترجمي الأفلام الأجنبية فى العالم
كتب – زينب غازي
اشتهر أنيس عبيد بأعماله في ترجمة الأفلام إلى اللغة العربية, يعتبر “روميو وجوليت”, أول فيلم قام بترجمته في أربعينيات القرن الماضي. من أوائل من قاموا بدمج الترجمة في العالم وانفرد بذلك على مدى 40 سنة. ذاع صيته حتى أصبح أشهر مترجمي الأفلام بالوطن العربي.
أسس “عبيد”, معامل “أنيس عبيد”, لتترجم عددا كبيرا جدا من الأفلام الأجنبية من بينها أغلب أعمال هوليود.
ظهرت فكرة ترجمة الأفلام الأجنبية عام 1912 على يد “ليوبولد فيوريللو” الإيطالي المقيم في مصر وكانت مكتوبة على ألواح زجاجية يعرضها الفانوس السحري (البروجكتور) على شاشة صغيرة غير واضحة بجوار الشاشة الأصلية التى يعرض عليها الفيلم ولم تكن تترجم حوار الفيلم جملة جملة بل كانت عبارات قليلة تصف ما يحدث فى هذا الجزء من الفيلم ، لم تنتشر هذه الطريقة كثيراً لتكلفتها وصعوبة متابعة الأحداث على شاشتين منفصلتين.
و لم يشاهد وقتها الافلام الاجنبية سوى الأجانب المقيمين فى مصر وبعض المثقفين من المصريين وعندما كان الشاب انيس يذهب مع اصدقائه للسينما الصيفى يجلس وسطهم لاعبا دور المترجم ينقل لهم ما يفوتهم من حوارات وأحداث، الأمر الذي كان يفسد متعته طول الوقت، فشغلته هذه المشكلة .
ولد أنيس عبيد عام 1909, وتخرج من كلية الهندسة في عام 1932، وبعدها سافر إلى فرنسا، للحصول على درجة الماجستير في الهندسة و في عام 1950 اخترع أول آلة ترجمة إلى اللغة العربية قام من خلالها بطبع الترجمة علي الشريط السينمائي وقد كان أول من قام بدمج الترجمة على فيلم 16 ملليمتر في العالم . و فى نفس العام – 1950 – أنشأ فى بيروت مع شريك لبنانى “معامل خورى وعبيد للترجمة ” وقد انتهت هذه الشراكة عام 1979، وكان فيلم روميو وجولييت هو أول فيلم قام بترجمته عام 1944.وقد نجح الفيلم نجاح مبهر وحقق إيرادات غير مسبوقة. فكانت هذه هى بداية رحلة نجاحه فى عالم الترجمة .
والتقى بالصدفة فى باريس بالفنان “محمد عبد الوهاب” وطاقم فيلم “الوردة البيضاء” حيث مثل في الفيلم دور من جملة واحدة احتاجوا كومبارس مصرية بيقولها ، وبذلك اقترب من الوسط السينمائى فعاد لمصر تاركاً الماجستير وراءه ودخل مجال المونتاج السينمائى حيث عمل كمونتير لفيلمى “كله إلا كده” و”الغندورة” عام 1934 ثم كف بعدهما نهائياً عن ممارسة المونتاج للتركيز فى مشروعه الأول وهو الترجمة .
خاض عبيد معركة مع صناع السينما في مصر لإقناعهم بفكرة طباعة الترجمة على الفيلم وترجم مجموعة افلام قصيرة واضعاً الكتابة اسفل الشاشة (كما هو متبع حتى اليوم) وقدمها في عروض خاصة مجانية حتى يتأكد الصناع من احتمالات نجاحها لكن لم يتحمس الكثيرين لمشروعه لتخوفهم من عدم اهتمام الجمهور ببأفلام الغرب.
على مدى 40 عاما أنفردت معامل “أنيس عبيد ” بترجمة الافلام الأمريكية والهندية والأوربية فى مصر وتمكنت من تعريف المصريين بروائع السينما العالمية ، حيث أصبحت جملة “تمت الترجمة بمعامل أنيس عبيد بالقاهرة ” العبارة المميزة للفيلم الاجنبى .وفى الثمانينات انشأ التليفزيون المصرى قسم خاص بترجمة الافلام الاجنبية وتبعه فى ذلك التلفزيونات العربية.
وفي، 16 من أكتوبر، عام 1988 توفى “أنيس عبيد”بعد أن فتح للمصريين المجال للثقافة و المعرفة وتوسيع الأفاق و المشاهدة الممتعة للأفلام الأجنبية عبر شاشات السينما و التليفزيون لمن لا يعرف اللغات الأجنبية.