تاريخباب زمان

السقايين أقدم الحارات بالقاهرة القديمة.. اندثرت المهنة وبقي الاسم 

كتب_ زينب غازي

تقع حارة السقايين فى حى عابدين بوسط القاهرة، وكانت تضم مهنة من أقدم المهن الموجودة فى مصر ، وهى”السقا” والتى تعود لأكثر من 200 عام.

تولت مهنة السقا قديما تزويد منازل مصر بالمياه، فئة انتشرت  لدخول المياه للمنازل ، وكانت لهم حارة يتجمعون فيها و ينطلقون منها إلى العمل وتوزيع المهام، سُميت باسم “حارة السقايين”.

 يتجمعوا و ينقلون المياه على ظهورهم وعلى الحميرحتى يصور بالماء.  للسكان والمواطنين، سواء في منازلهم أو مراكز عملهم، ويسقون المارة في الشوارع.

وتنقسم جماعات  تسمى “حاملي المياه على ظهور الحمير”، ينقلون المياه إلى باب البحر في القاهرة، وهناك جماعة أخرى تنقل المياه لحي باب اللوق، وأخرى أيضا تتوجه إلى قناطر السباع.

و يحرصون على التواجد بالقرب من مصدر المياه، وكانوا يجلبون الماء الصالح للشرب من الخليج الذي يشق القاهرة خلال فترة الشهور الثلاثة التي تلي فيضان النيل، ويجلبون المياه من النيل بغير ذلك الوقت، وبعد حصول السائقين على حاجتهم من المياه يتوجهون إلى عملائهم ويصبون المياه في الخزانات.

ويتم نظام محاسبة المستهلكين،  بعدة طرق، أبرزها أن يقوم السقاء بكتابة خطوط على باب منزل العميل أو المشترك بعدد قرب المياه التي أحضرها، أو يستخدم عقودا من الخرز الأزرق يسحب منها خرزة عن كل قربة مياه يقدمها، وعندما تنتهي كل خرزات العقد يحاسب عن العقد كاملا.

وكان هناك في الشوارع ما يسمى “بـ سقائي الكيزان” وهي جمع كوز لتقديم المياه إلى العطاشى من المارة، كما كان هناك من يسمى “سقا شربة”، وهو اسم السقا الذي يحمل قربته ويسير في الطرقات وينادي على العطشى ويقول “يعوض الله”، فيسمعه من هو بحاجة للماء.

وبحكم دخولهم المنازل واطلاعهم على أسرارها كانوا ينقلون الأخبار والأسرار، وينتظرهم المصريون للحصول على الماء والأخبار معا، لكونهم كانوا يدخلون منازل ولاة الأمر والمسؤولين عن الحكم، بل كانوا في بعض الأحيان ينقلون رسائل الغرام بين العشاق والمحبين.

واندثرت المهنة في عام 1865، وخلال عهد الخديوي إسماعيل، كان هذا العام هو بداية النهاية لمهنة السقائين وأقيمت محطة لضخ المياه بالقرب من قصر العيني عند فم الخليج بالقاهرة، ومدت أنابيب المياه إلى كل مناطق العاصمة عن طريق شبكة من الصنابير بالطرق العامة، ورويدا رويدا تضاءل عدد السقائين اندثروا بعد دخول المياه لكافة منازل مصر ومناطقها ومديرياتها، وصارت المهنة صارت جزءا من موروث مصري لم يتبق منه سوى اسم الحارة.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة