اخبار عربيةحقوق انسان

حب الوطن بالأفعال وليس بالأقوال

إن حب الوطن من الأمور الفطرية التى جبل الإنسان عليها فليس غريبًا أبدًا أن يحب الإنسان وطنه الذى نشأ على أرضه وشبَّ على ثراه وترعرع بين جنباته

كما أنه ليس غريبًا أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يُغادره إلى مكانٍ آخر، فما ذلك إلا دليلٌ على قوة الارتباط وصدق الانتماء

وإذا كان الإنسان يتأثر بالبيئة التى ولد فيها، ونشأ على ترابها وعاش من خيراتها فإن لهذه البيئة عليه حقوقًا وواجبات كثيرة تتمثل فى حقوق الإخوة وحقوق الجوار وحقوق القرابة وغيرها من الحقوق الأخرى التى على الإنسان فى أى زمان ومكان أن يراعيها ويؤديها على الوجه المطلوب وفاءً وحبًا منه لوطنه

وإذا كانت حكمة الله تعالى قد قضت أن يستخلف الإنسان فى هذه الأرض ليعمرها على هدى وبصيرة وأن يستمتع بما فيها من الطيبات والزينة لاسيما أنها مُسخرةٌ له بكل ما فيها من خيراتٍ ومعطيات فإن حب الإنسان لوطنه وحرصه على المحافظة عليه واغتنام خيراته إنما هو تحقيقٌ لمعنى الاستخلاف

وحبك لوطنك واجب شرعى ودينى وخلقى، هذا الحب يجب أن يترجم إلى واقع وإلى أفعال تؤكد هذا الحب وذلك الانتماء حب الوطن هو شعور لا يجب أن يظل حبيسًا فى الصدور ومكنونات النفس، حب الوطن يجب أن يترجم إلى أفعال واإلى أقوال، فالوطن يستدعى منا جميعًا أن نعّبر عن هذا الحب وأن يكون هذا الوطن ومصلحته وبقاؤه هو هدف أسمى لنا جميعًا هذا الحب لا يترجم بحسب الهوى والمصالح الشخصية والذاتية، فليس من حب الوطن معاداة الوطن وأهله وليس من حب الوطن نهب خيراته وأمواله وليس من حب الوطن العمل على الفرقة بين أبنائه وغرس ونشر ثقافة الكراهية والحقد والبغضاء والمذهبية بينهم، وليس من حب الوطن أن نبتز الوطن من أجل مصالح أنانية أو ذاتية وليس من حب الوطن الاستقواء بالخارج، أو التهديد باستخدامه

إن الفارق بين حب الوطن وخيانة الوطن أمر واضح جلى لا يحتاج منا إلى إجهاد فكر حتى نتوصل إليه وحتى لو كانت النوايا حسنة فى حب الوطن فلن تشفع أبدًا فى اختيار الوسيلة غير المناسبة للتعبير عن ذلك الحب

ابدأ بنفسك قبل أن ترفع علم بلدك وتجرى لتهتف باسمها وأنا أحترم وطنيتك فكر ماذا عملت لها هل ساعدت فى ظهورها بمظهر حضارى لائق أو اشتركت فى حملة توعية لخدمة مجتمعك؟ هل بدأت بنفسك لتكون مواطنا متحضرا ومنظما، وتحترم القانون والنظام لابد أن يبدأ كل فرد بنفسه وعندها ستتغير الأمور كثيرًا وينشط الجميع وبالتدريج سوف تظهر معالم الرقى والتحضر، فنحن أحق الشعوب بهذه الألقاب لأننا كنا أصحابها ولكن لا نملك الآن إلا آثارها

ومن هنا جاء واجبنا تجاه وطننا بالجد فى طلب العلم واكتساب الخبرة، وبالتالى خدمة الوطن فى شتى مجالات الحياة ليتكون لدينا فى المستقبل تقديم الأفضل للأجيال المهددة للغزو الثقافى، ومن واجب أفراد المجتمع التعاون فى جميع بقاع الأرض؛ لتتحد كلماتهم وصفوفهم ويصبحوا كالبنيان المرصوص فيستطيعوا إعادة العزة والمناعة لدولتهم وصد الأخطار عنها، كما لا يغيب عن بالنا ما للأخلاق من أهمية بغرس الإيمان فى النفوس والالتزام بالخير والحق والعدل والإخلاص فى العمل وإتقانه كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم إنَّ اللهَ تعالَى يحبُّ إذا عمِل أحدُكم عملًا أن يُتقِنَه

مقالات ذات صلة