تاريخ

«الست صفية» مسجد تاريخي بمصر أبوابه سلم دائري

كتب_ زينب غازي

يوجد مسجد «الست صفية» في منطقة الداودية بحارة السيدة صفية بالدرب الأحمر بالقاهرة، ‬ويتم الوصول إليه من أحد الشوارع المتفرعة من شارع القلعة من ناحية منطقة باب الخلق.

وقام بإنشائه أحد مماليك الملكة صفية زوجة السلطان مراد الثالث العثماني وابنة السلطان محمد الثالث، وبعد إتمام عملية الإنشاء سمي المسجد على اسمها.

وبدأ العمل في إنشاء جامع الست صفية في عام 1610ميلادية، وذلك على يد عثمان أغا بن عبد الله أغا، وهو من المساجد المُعلقة، إذ يرتفع البناء عن سطح الأرض بنحو أربعة أمتار، ويتم الصعود إلى أبوابه الثلاثة عن طريق درج دائري مكون من ستة عشر درجاً، وله بابان يصعد لهما بسلالم متسعة مستديرة.

والمسجد مسجل بالآثار تحت رقم (200، 330)، وتاريخه يرجع إلى (1019هــ/ 1610م)، والملكة صفية كانت جارية رومية أشهرت إسلامها، وتزوجت السلطان العثماني مراد الثالث، وكان لها أعمال خيرية عديدة.

وهذا المسجد ثالث مسجد بمصر وضع على مثال الجوامع العثمانية بإسطنبول، فأولها مسجد سليمان باشا بالقلعة، وثانيها مسجد سنان باشا ببولاق، وهذا هو الثالث، ويليه مسجد محمد أبو الدهب أمام الأزهر، ومسجد محمد علي بالقلعة، ومسجد الفتح الملكي، وهذا الطراز وحده هو ما يجب أن نطلق عليه بمصر، “العمارة العثمانية”.

يرتفع مسجد الملكة صفية عن مستوى الشارع لأربعة أمتار، فهو من المساجد المعلقة حيث يتم الصعود إليه من مداخله الثلاثة بدرج كبير مستدير يبلغ 18 درجة نصف دائرية، وهو درج فريد بمصر.

وجميع مباني المسجد من الحجر ، غير أن الأعمدة التي تحمل القبة الكبرى فهي من الجرانيت، والمسجد مربع يبلغ طول ضلعه حوالي 20.30 مترا، وينقسم إلى قسمين، قسم شرقي تتوسطه قبة كبيرة محمولة على 6 أعمدة، ويوجد بهذا القسم أيضا المحراب الذي هو آية في الروعة والجمال فهو مزخرف بأشرطة رخامية ملونة توضح مدى إتقان الفنان، والمنبر الرخامي العثماني الذي يحمل زخرفة دقيقة رائعة.

وتؤدى أبواب الجامع الثلاثة إلى حيز مربع يبرز من جانبه الشرقي القبلة بصدرها المحراب وإلى جواره منبر رخامي، ويغطى هذا المربع قبة كبيرة في الوسط تحيط بها قباب صغيرة محمولة على عقود حجرية ترتكز على ستة أعمدة من الجرانيت، ويحيط بدائرة رقبة القبة الكبيرة شُرفة لها درابزين من الخشب الخرط، وفتح بها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون.

ويضم المسجد مئذنة عثمانية رشيقة بشرفة واحدة تقع بمنتصف بالطرف الجنوبي الغربي من مكان الصلاة، وفي مقابل المئذنة توجد غرفة تعلوها قبة.

وواجهات المسجد تسودها البساطة، وكان للمسجد ملحقات متصلة به، وحديقة كبيرة حوله بسور له أبواب وهذا السور اختفى، ولم يتبق غير باب واحد مطل الآن على شارع الداودية وشارع بوابة القزازين، و الحديقة من المرجح أنها كانت تشمل الفضاء الواقع حول المسجد الآن، فضلا عن عدد من العقارات المحيطة به، أما دورات مياه المسجد فهي منفصلة عنه، حيث تقع في الجزء الجنوبي الغربي.

زينب غازي

صحفية بجريدة بوابة مصر الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى